التفاسير

< >
عرض

لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً
٣٨
-الكهف

تيسير التفسير

{ لكِنَّا } نقلت فتحة همزة إنا إلى نون لكن، فحذفت الهمزة، فالتقت النون فأدغمت فى نون الوقاية فى قوله تعالى: " { ما مكنِّى فيه ربى خير } " [الكهف: 95] وذلك أن الهمزة تحذف بعد نقل حركتها، فلا يقال: هذه الدعوى كاللعب، هلا حذفت الهمزة فتحركها، وتبقى النون على سكونها فتدغمها، ومن شأن الهمز الحذف بعد نقل حركتها، فالقاعدة حذفها بعد نقل حركتها لا حذفها مع حركتها مرة، وعبارة بعض حذفت بعد نقل حركتها، ليمكن الإدغام وألف أنا بعد النون لا ينطق بها لعدم الهمزة المضمومة، أو المفتوحة بعدها.
قال بعضهم: الأصل إثبات ألف فى أنا فى الوقف، وحذفها فى الوصل، وفى رواية عن نافع إثباتها وقفًا ووصلا، وذلك لغة تميم وغيرهم، لا يثبتها فى الوصل إلا ضرورة وقيل: إثباتها فى الوصل غير فصيح، وأنه إنما أثبتها بعض القراء هنا لشبهه بألف نا، ولأن الألف عوض عن الهمزة المحذوفة، وقيل: إجراء للوصل مجرى الوقف، ولدفع اللبس بلكن المشددة،وأبو جعفر يحذفها وصلا ووقفا.
{ هُوَ } ضمير الشأن، وجملة قوله عز وجل: { اللهُ رَبِّى } خبر هو، والمجموع خبر المبتدأ الأول وهو أنا أو هو عائد إلى الذى خلقك، والله ربى خبران له، أو الله بدل من هو العائد إلى الذى خلقك، وربى خبر هو، والمجموع خبر أنا، ووجه الاستدراك أن كون ذلك الكافر أخاه وصاحبه، وأنه ذو مال وشأن يوهم أنه يتبعه فى كفره المعلوم من قوله أكفرت.
{ وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّى أَحَدًا } للعطف على قوله: { الله ربى } أو على: { هو الله ربى } ذلك المكابر لم يجعل أحداً شريكا لله يعبده لكن هذا المسلمرحمه الله زاد التصريح بنفيه المعلوم من الحصر فى الجملة قبل هذه، أو راعى أن منكر البعث بل الشاك فيه سوَّى بين الله وغيره فى العجز، فالله شريك لغيره فى العجز، وغيره شريك له فيه فى زعم ذلك الكافر، وراعى جانب مشاركة أحد له منفاها، لكن المتبادر العكس، وإِلا أوهم أن الله أصل فى العجز، وذلك كله باطل وضلال لا يعتقد.