التفاسير

< >
عرض

وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
١١٠
-البقرة

تيسير التفسير

{ وَأَقِيمُواْ الصَّلَٰوةَ } بطهارة وخشوع وإخلاص مع تأديتها بأجزائها، وهكذا فى سائر القرآن { وَءَاتُوا الزَّكَٰوةَ } صيروها آتية أهلها، بأن توصلوها إلى مستحقيها، وعلى أصحاب الزكاة مؤونة حملها والمجىء بها حتى تصل العامل الذى جاء إليها، أو للفقير إذ لم يكن الإمام، أو أمرهم بتفريقها، وذلك هو الأصل. وإن جاءها الفقير أو وكيله وقبضها أجزت، والمراد بالزكاة الجزء المعلوم من المال، ويجوز أن يراد جعلوا التزكية آتية منكم إلى أهلها، وكذلك فى سائر القرآن، وذلك أمر بالعبادة البدنية والمالية، لأنها تدفع المكروه، وزعم الطبرى أنها كفارة، لميلهم إلى قول اليهود، راعنا، وهو مردود { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ } طاعة، كأمر ونهى، وتعليم وصلة رحم، وأداء فرض أو سنة أو نفل { تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ } تعلمون أن الله عالم به، وأولى من هذا، تجدونه بوجود ثوابه، سمى الثواب باسم سببه وملزومه، أو يقدر، تجدون ثوابه اللقمة والتمرة كأحد، أو تجدونه نفسه مجسما، وأنا أقول، لا بأس بتجسيم الأعراض، لأن الله قادر على إنشاء كل شىء من أول، فهو قادر على تصيير العرض جسما، كما جاءت الأحاديث والآثار، بأنه تجيئه صلاته بصورة رجل حسن، وتجيئه صدقته ظلا، وهكذا فى الشر، إلا أنى لا أقول بوزن ما تجسم من الأعراض { إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لا يخفى عنه شىء، فهو يجازى على مثاقيل الذر من خير وشر.