التفاسير

< >
عرض

وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
١٢٠
-البقرة

تيسير التفسير

{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتِّبِعَ مِلَّتَهُمْ } أفرد الملة مع تعددها، لأن مللهم كلها كفر، والكفر ملة، وسميت ملة، لأن الشيطان أملها عليهم، أو أهواؤهم وأنفسهم، كما أن دين الله عز وجل أمله جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم، قالوا له صلى الله عليه وسلم، لن نرضى عنك حتى تتبع ديننا وملتنا، فإنه الهدى، فأنزل الله عليه، وهو فى اللوح المحفوظ سابق، وأعلمه أن الأمر كما قالوا لا يرضون عنك إقناطا له عنهم، إذ اتباعه ملتهم فى غاية البعد التى لا غاية بعدها، كان يلاطفهم طمعا فى إيمانهم حتى نزلت، وعلمه أن يرد عليهم فى قوله { قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ } وهو دين الإسلام { هُوَ الْهُدَى } تحقيقا إلى الحق، لا ملتكم ولا غيرها، من كل ما خالفه، فأيسوا بعد ما كانوا يرجونه، { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ } والله لئن اتبعت { أَهْوَاءَهُمْ } أى ملتهم التى ادعوها دينا، ومقتضى الظاهر، ولئن اتبعتها أى الملة، وعبّر عنها بالأهواء ليصرح بأنها مجرد اتباع للنفس { بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } هو العلم والمراد الحقيقة، أو بعض العلم { مَالَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ } بلى أمرك، يحفظك من العذاب من أول { وَلاَ نَصِيرَ } يدفعه عنك إن جاءك، لا ولى ولا ناصر إلا الله، فإذا لم يجئك ولى من عنده ولا نصير هلكت، أو مالك ولى ولا نصير من عذاب الله.