التفاسير

< >
عرض

فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
١٥٢
-البقرة

تيسير التفسير

{ فَاذْكُرُونِي } بالطاغة باللسان، وبالتفكر فى الدلائل والوحدانية، وبالجوارح فى أنواع العبادات، ولكون الصلاة جامعة لذلك سماها ذكراً فى قوله عز وجل" { فاسعوا إلى ذكر الله } " [الجمعة: 9] وحقيقة ذكر الله أن ينسى كل شىء سواه { أَذْكُرْكُمْ } بالثواب أو بالثناء عند ملأ خير من لأ ذكرتمونى عنده، وهم الملائكة، كما فى الحديث، عطف إنشاء على إخبار، أو مهما يك من شىء فاذكرونى أذكركم، أو إن لم تذكرونى بالطاعة لنعمتى عموماً فاذكرونى لنعمة الإرسال، أحوج ما أنتم إليه فى وقت الفترة، وهذا أنسب لفظاً والذى قبله أبلغ، وأساغها حضور النعم فى الحسن خارجا، وفى لفظ الآى، ويجوز أن يراد فاذكرونى أثبكم، وسمى الإثابة ذكراً للجوار { وَاشْكُرُوا لِي } نعمتى بعبادة قلوبكم، ومع ألسنتكم وجوارحكم، وذكر النعم جلب للعبادة، ونفع خلق الله بها وقدم الذكر لأنه اشتغال بالذات، والشكر اشتغال بالنعمة { وَلاَ تَكْفُرُونَ } لا تستروا شأنى بترك الشكر كأنى لم أنعم عليكم، وبالمعصية والاشتغال بحظوظ النفس وما لا يعنى.