التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ
٢٥٤
-البقرة

تيسير التفسير

{ يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُمْ } ما يجب إنفاقه كزكاة ومؤونة الزوج المولى الذى لا يجد، والضيف الواجب، والمضطر، وما لا يجب إنفاقه، وقيل، المراد الواجب، لأن الأمر للوجوب، وعلى القولين يدخل الإنفاق فى الجهاد بالأولى، كما يناسبه ذكر هذا بعد الجهاد ولا حاجة إلى تفسيره بالجهاد وحده، لمجرد ذكره بعد الجهاد { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ } يوم الموت أو القيامة { لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } تدركون به نفقة الواجب أداء للفرض أو غيره ربحا للثواب { ولاَ خُلَّةٌ } صداقة ينفعكم صاحبها بإعطائه إياكم ما تنتفعون به فى أداء الواجب، أو نفل، أو بالدفع للعقاب عنكم قهرا تنتفى الخلة التى فى الدنيا يوم القيامة سميت الصداقة خلة لأنها تدخل خلال الأعضاء أى وسطها { وَلاَ شَفَٰعَةٌ } دفع العذاب على سبيل التضرع لمالك العذاب، ولو طلبت لم توجد إلا بإذن الله. كما قال، إلا من أذن له الرحمن، فإن الملائكة والأنبياء والشهداء والعلماء يشفعون بإذن الله، لكن للسعيد برفع الدرجات وتضعيف الحسنات، أو بترك الحساب أو تخفيفه أو نحو ذلك مما لا ينافى القضاء، قال أنس، سألت النبى صلى الله عليه وسلم أن يشفع لى يوم القيامة فقال إنى فاعل، قال الترمذى حسن { وَالْكَٰفِرُونَ } الفاسقون بشرك أو كبيرة، وهذا عموم يشمل تاركى إنفاق الواجب، وليس المراد خصوص التاركين كما قيل { هُمُ الظَّٰلِمُونَ } لأنفسهم وغيرهم، بترك الواجب أو النفل إنكارا للبعث والجزاء أو تهاونا.