التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٥٦
-البقرة

تيسير التفسير

{ ثُمَّ بَعَثْنَٰكُمْ مِّنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ } بيومين من حين موتكم، يرى بعضكم بعضاً كيف يحيا لدعاء موسى عليه السلام، وتضرعه إلى ربه أن يحييهم، ويقول يا رب، خرجوا معى أحياء، ويقول قومهم، قتلتهم، أنا لو شئت أهلتكتهم من قبل وإياى { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } نعمة الإحياء بعد الموت، ولله أن يميت الإنسان مرتين وما شاء، والآية دليل على كفر مجيز الرؤية دنيا أو أخرى وذلك لأن إجازتها ولو فى القلب إجازة لتكييفه، وتكييفه ممتنع، لأن فيه تشبيهاً، وإدراكه بالقلب تكييف لا يتصور بدونه، فلا يصح قولهم بلا كيف، وتكييفه فى القلب بلا تقدير أن يكيفه لغيره، هو من نفس المحذور، فبطل قول طرائف من المبتدعة أن الصاعقة ليست لمجرد الطلب بل لعنادهم واشتراطهم، وإذا كان المنع للتشبيه لم يضرنا أنها نزلت لطالبها فى الدنيا.