التفاسير

< >
عرض

قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ
١٣٧
-آل عمران

تيسير التفسير

{ قَدْ خَلَتْ } مضت { مِن قَبْلِكُمْ } الخطاب للمؤمنين، وقيل للكفار { سُنَنٌ } قيل، طرق فى الأمم السابقة، من إهلاك بعض بالطاعون، وبعض بالخسف، وبعض بالرجم، وبعض بالصيحة، وبعض بالإعراق وغير ذلك بسبب كفرهم بعد إِمهالهم فلا تعجلوا وتضيقوا بوقعة أحد، وهذه تسلية للمؤمنين، ويجوز على ضعف أن يكون سنن بمعنى أمم، كقوله:

ما عاين الناس من فضل كفضلكُم ولا رأوا مثله فى سالف السنن

لكن بحتمل أن المعنى فى سالف أهل السنن، أى الطرق، وليس السنن بمعنى الطرق متبادراً، وأيضاً يحتاج إلى تقدير، قد خلت من قبلكم سنن أى منهم، وخالف من خالف منهم نبيهم، وكذا يبعد كون السنن الأديان المنسوخة، وقدر الزجاج فى الآية أهل سنن { فَسِيرُوا فِى الأَرْضِ } أنشئوا السفر لتروا آثار المهلكين قبلكم، أو المراد سيروا بقلوبكم، أي تأملوا فى الأرض بسير وغيره، واختار لفظ السير لأن العيان أقوى، والعطف عطف إنشاء على إخبار، أو المراد تنبهوا، أو بقدر، إن لم تؤمنوا بإهلاك الأمم فسيروا، وذلك المؤمنين زيادة تثبيت { فَانظُرُوا } بأبصاركم وقلوبكم { كَيْفَ كَانَ عَاقِبةُ المُكَذِّبِينَ } لرسلهم، من الإهلاك آخر الأمر بعد إمهال.