التفاسير

< >
عرض

هُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
١٦٣
-آل عمران

تيسير التفسير

{ هُمْ } أى المؤمنون والكافرون عند ابن عباس والكلبى، كقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة الآية { دَرَجَاتٌ } مراتب { عِندَ اللهِ } أحوالهم درجات، أو هم ذوو درجات، أو هم كدرجات، كقولك زيد أسد، أى كأسد، أو هم نفس الدرجات، مبالغة فى التفاوت، ووجه الشبه التفاوت ثوابا وعقابا باتباع رضوان الله وبالبوء بالسخط، وتقاوت أيضا المتبعون فيما بينهم، والباءون فيما بينهم وكل ذلك فى الآية، وجعل ابن عباس التفاوت بين من اتبع ومن باء فقط، والدرجات تستعمل فى الشر كما تستعمل فى الخير، كقوله تعالى: ولكل درجات والمراد فى الآية المؤمنون، يرد الضمير إلى من ابتع، لأن لفظ الدرجات أنسب به وبقوله عند الله، وإنما يضيف إلى نفسه الخير، كقوله: { { كتب ربكم على نفسه الرحمة } [الأنعام: 54]، غالباً، فيقدر للكفار هكذا، والعصاة دركات عنده، أو نحو ذلك، أو المراد من كفر، فيرد الضمير إلى من باء، ويناسبه أنه أقرب، وبه قال الحسن، إذ فسر ذلك بأن أهل النار متقاوتون فى العذاب، ومعنى عند الله فى حكمه وعلمه وقضائه، ويتعلق بدرجات، لأن معنى درجات متفاوتون، ومن تفاوتهم فى العذاب قوله صلى الله عليه وسلم: "إن منها ضحضاحا وغمرا وأنا أرجو أن يكون أبو طالب فى ضحضاحها" ، وقول صلى الله عليه وسلم: "الله، الله، الله، إن أقل أهل النار عذابا له نعلان من نار، يغلى من حرهما دماغه، ينادى، يا رب، هل يعذب أحد عذابى" { وَاللهُ بَصِيرُ بِمَا يَعْمَلَونَ } يجازى متبع الرضوان بالكرامة والثواب وغيره بالمهانة والعذاب.