التفاسير

< >
عرض

ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ
١٧
-آل عمران

تيسير التفسير

{ الصَّابِرِينَ } على الطاعات والمصائب، وعن المعاصى والشهوات، نعت للعباد، أو الذين اتقوا، أو اعرف يا محمد الصابرين وامدحهم { وَالصَّادِقِينَ } فى الإيمان، قولا وفعلا واعتقادا { وَالقَانِتِينَ } المطيعين لله، فرضا ونفلا، أو المداومين على العبادة { وَالمُنَفِقِينَ } فى الجهاد وأنواع الأجر، فرضا ونفلا { وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } فى الأسحار، بقولهم: اللهم اغفر لنا، أو بالصلاة، وبه قال مجاهد والكلبى، قال لقمان لابنه: لا تكن أعجز من هذا الديك، يصوت بالأسحار وأنت نائم على فراشك، وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم، هم الذين يشهدون صلاة الفجر، وهو خلاف الظاهر، وذكر الطبرى أن ابن عمر يحيى الليل صلاة، ويقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: لا، فيعود للصلاة، وإذا قال نعم قعد يستغفر الله تعالى، ويدعو حتى يصبح، وأخرج ابن مردوية عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أنه أمرنا أن نستغفر الله تعالى سبعين استغفارة بالأسحار، وخص السحر لأنه وقت الغفلة، وقلة ما يشوش، فالنفس فيه أصفى والروع مجتمع، ولذة النوم فيه أعظم، فالعبادة أقرب فيه إلى القبول، أو أنهم يصلون الليل ويستغفرون بالأسحار، كأنهم أذنبوا فى ليلهم، وأيضاً بعتاد الدعاء والاستغفار بعد الصلاة، وهو ثلث الليل الأخير أو سدسه، أو من طلوع الفجر المستطيل، أو الوقت قبل طلوع الفجر المستطير، أو اختلاط ظلام الليل بضياء النهار، فيشمل فرض الفجر وسنته وأذكارهما، وأصل السحر للشىء الخفى لخفائه، والعطف جمع لصفات متعددة لموصوف، وحكمته التلويح إلى أن كل واحدة منها ركن عظيم مستقل في المدح، وكأنه قيل الجامعين بين الصبر والصلاة والقنوت والإنفاق والاستغفار بالأسحار، أو صفات الموصوفين، كل واحدة مستغرق فى واحدة مشارك فى غيرها، كما يقال، مَن أكثر مِن شىء عرف به، أى القوم الصابرين القوم الصادقين القوم القانتين، والقوم المنفقين والقوم المستغفرين بالأسحار، قال داود عليه السلام: يا جبريل، أيّ الليل أفضل؟ قال: لا أدرى سوى أن العرش يهتز بالسحر.