التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٢٠٠
-آل عمران

تيسير التفسير

{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا } على مشاق الجهد والطاعات والمصائب وعن المعاصى { وَصَابِرُوا } عالجوا أن تكونوا أصبر من أعداء الله فى القتال، وأن تكونوا غالبين لأنفسكم، فيكون تخصيصاً للمزية بعد تعميم كما قال صلى الله عليه وسلم "رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" { وَرَابِطُوا } الزموا ثغور العدو بخيلكم، مترقبين له رادين عن من وراءكم، ثم أطلق الرباط على ذلك ولو بلا خيل { وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } قال صلى الله عليه وسلم: "من رابط يوماً وليلة فى سبيل الله فهو كصائم رمضان وقائمه، لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة" ، رواه مسلم، وروى هو والبخارى عن سهل بن سعد عنه صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها" ، وروى ابن ماجه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات مرابطاً فى سبيل الله تعالى أجرى عليه أجر عمله الصالح الذى كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله آمناً من الفزع" ، وروى الطبرانى عن جابر - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رابط يوماً فى سبيل الله تعالى جعل الله تعالى بينه وبين النار سبعة خنادق، كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين" ، وعن ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم: "الصلاة بأرض الرباط بألف ألفى صلاة" ، وذلك في أطراف ممالك الإسلام التى يخاف فيها، وعن ابن عمر: الرباط أفضل من الجهاد لأنه حقن دماء المسلمين، والجهاد سفك دماء المشركين وبذلك ورد أن المرابط لا يسأل فى قبره، والإفلاح الفوز المطلوب الحسن، والنجاة من المكروه، والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.