التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٧٢
-آل عمران

تيسير التفسير

{ وَقَالَت طَّآئِفَةٌ } جماعة، قدر ما تستدير ويطاف حولها { مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ } التوراة، تواطأ اثنا عشر رجلا من خيبر، أو منها ومن غيرها، فقال بعض، ككعب بن الأشرف ومالك بن الصيف لبعض، ادخلوا فى دين محمد أول النهار بألسنتكم دون قلوبكم، صلوا معه الفجر والظهر والعصر، واستقبلوا الكعبة، وقد شق على اليهود نسخ بيت المقدس إلى الكعبة، وأظهروا الكفر به آخر النهار، وقولوا، نظرنا فى كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدناه كاذبا ليس الموصوف، فيشك أصحابه، ويقولون اليهود أهل كتاب وهم أعلم، فيرجعون معنا إلى ديننا وقبلتنا، فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم فلم يؤثر عقد حيلتهم فى قلب من ضعف إيمانه لهذا الإخبار، ولم يفعلوها أو فعلوها ولم يؤثر ذلك { ءَامِنُوا بِالَّذِى أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا } بالقرآن، فقد أقروا بأن الله أنزل، أو أنزل على الذين آمنوا فى زعم الذين آمنوا { وَجْه النَّهَارِ } أوله، ووجه كل شىء مستقبله، وهو أول ما يواجه منه { وَاكْفُرٌوا } أظهروا الكفر به الذى فى قلوبكم { ءاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ } لعل الذين آمنوا { يَرْجِعُونَ } عن دينهم إلى دينكم، ويقولون، ما رجع اليهود عنه إلا لخلل بان لهم.