التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢٧
-الروم

تيسير التفسير

{ وهُوَ الَّذي يبدأ الخَلْق } بالانشاء للعبادة { ثم يُعيدُه } بالبعث للجزاء اعاده للتأكيد { وهُو } اى اعاده اى اعادته، حذف التاء للاضافة كما هو القاعدة الجائزة فى مصدر افعل المعل العين كقوله: وإقام الصلاة بعده، وإيتاء الزكاة، ولو لم يشهر الاعاد بمعنى الاعادة او ذكره لتذكير الخبر، قيل او تأويل الاعادة بالبعث، او باعتبار ان والفعل، فان الخبر لهما لا يؤنث ولو اولا بمصدر مؤنث نحو: إن تقيم حسن لا تقول حسنة، ولو كان مصدر تقيم الاقامة، واعجبنى ان يستعاذ بالله لا يجوز اعجبتنى ولو كان المقدر الاستعاذة.
{ أهْوَن عليه } اى على الله، واهون اسم تفضيل بمعنى اسهل، خارج عن التفضيل بمعنى الصفة المشبه، اى هين او باق على التفضيل باعتبار بادى الراى للجاهل، فان البعث اسهل من البدء فى بادى الرأى، والعقل ولا سيما عقل المشرك لا فى الحقيقة فانهما عند الله سواء فمن ظن ان الاعادة اسهل البدء اشرك، لانه نسب الله الى العجز، فان ثقل الفعل عجز من الفاعل ولو فعله، او هاء عليه للخلق بمعنى ان الانسان مثلا يسهل عليه، فعل الشئ بعد ما فعله اولا، اذ اعتاده وتعلمه، او عليه معنى على اعتقاده يعتقد ان بدء الخلق اصعب على الله حاشاه، او سهل له وإعادته اسهل، او سهل مع صعوبة البدء.
{ ولَهُ } وحده تعالى { المَثَل } الوصف العجيب من القدرة والحكمة وسائر صفات الكمال { الأعْلَى } لا يدانى ولا يساوى، ولو كان يدانى او يساوى لكان نقصا وتنزه عن ان يكون شئ اسهل عنده من شئ، بل كل سهل عنده على حد سواء، وقيل: المثل الاعلى ما ذكره من ان الاعادة اهون، وقيل: لا له الا الله بمعنى الوصف بالوحدانية { في السماوات والأرض } متعلق بله او بمتعلقة، وعلقه بعض بالاعلى او بمحذوف حال من المستتر فيه او حال من الاعلى { وهُو العَزيزُ } القادر الذى لا يعجزه شئ من البدء والاعادة { الحَكيمُ } الجارى افعاله على الحكمة.