التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٠
-السجدة

تيسير التفسير

{ وأما الَّذين فسَقُوا فمأواهم النَّار } مثل ما مر، ويجوز ان يعتبر فى المأوى معنى ما يلجأ اليه للاستراحة، كان لأهل الجنة حقيقة، ولأهل النار تهكما بهم على الاستعارة، ومشاكلة لذكره فى اهل الجنة { كلما أرادوا } اذا دخلوها او المضى للتحقق { أنْ يخْرجُوا منْها } كل ظرف زمان لاضافته الى المصدر المستعمل فى الزمان متعلق بقوله: { أعيدوا فيها } وفيه معنى الشرط كمتى، وما مصدرية، والمصدر مما بعدها نائب عن اسم الزمان، اى اعيدوا فيها ارادة ان يخرجوا، اى وقت ارادة ان يخرجوا، اى ارادة خروجهم، كجئت طلوع الشمس، اى وقت طلوعها: فأضيف كل الى ارادة يطلعهم لهبها الى قرب الباب، فيعيدهم اللهب فيها اى فى قعرها الذى كانوا فيه، وتارة يفتح لهم باب فيقصدوه للخروج، فيغلق فتضربهم الملائكة الى حيث كانوا ويفتح ايضا ويقصدونه، ويردون، وهكذا الى ان يئسوا حتى يفتح فلا يقصدونه، والمراد ان يخرجوا منها كلها فلا يجدونه، ويردون الى مواضعهم، او يريدون الخروج من معظمها، فيعادون فيها اى فى معظمها.
ويجوز ان يكون المعنى كلما ارادوا ان يخرجوا منها فتحركوا اليه اثبتوا فيها { وقيل لَهُم ذوقُوا } على الاستمرار الدائم { عذاب النار الذي كنتم به تكذبون } فى الدنيا على استمراركم فيها، ولم يضمر للنار لزيادة التخويف.