التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ
٧
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٨
-السجدة

تيسير التفسير

{ الذي أحْسَن كل شيء خَلقَه } هذه اربعة اخبار لاسم الاشارة، ولا يجوز جعل العزيز نعتا لعالم او ما بعده ايضا نعوت لعالم، او كل واحد نعتا لما قبله، لان الاصل فى الصفة ان لا تنعت، وإنما ينعت الجامد، ومن العجب جعل الذى خبر المحذوف، او منصوبا بمحذوف على المدح، وانما يصار الى ذلك اذا دعا اليه داع كتغاير الاعراب، فيقدر ما يناسب، وجملة خلقه نعت شئ، او كل، وكل المخلوقات حسنة بمعنى انهن صنعة عجيبة لا يقدر به عليها غيره تعالى، وكانت على الحكمة ولو تفاوتت بزيادة البهاء او القوة { ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت } [الملك: 3] نفى للتفاوت، بان يكون وجه انسان مثلا وجه حمار مثلا، او يده مثلا حجرا شجرا مثلا.
{ وبَدأ خلَق الإنسان } آدم { مِنْ طين ثمَّ جَعَل نَسْله } ذريته، سميت لانها تسل منه اى تفصل { من سلالة } خلاصة مصفاة تفصل ونعته بقوله: { من ماء } نطفة { مَهين } محتقر لنتنه وضعفه وموته، وقلته، لا يعقل احد انه يتولد منه الانسان، لولا ان الله يخلقه منه.