التفاسير

< >
عرض

لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
٤
وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
٥
-سبأ

تيسير التفسير

{ ليجْزي الَّذين آمنُوا وعَملُوا الصالحات } بثواب إيمانهم وعملهم متعلق بتأتى من قوله: " { لتأتينكم } "[سبأ: 3] أى تأتيكم الساعة، ولا بد للجزاء، واعترض بأنه لا عقل لساعة قصد به التعليل بالجزاء، فيجاب بأن المراد يحضرها الله للجزاء، أو تأتيكم باذن الله للجزاء، والمعلل هو الله تعالى، ويجوز تعليقه بما تعلق به فى كتاب على وجه اتصال الاستثناء وانقطاعه، والمعنى ثابت أو مثبت { في كتاب مبين ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات }.
{ أولئك } العالون منزلة باتصافهم بالإيمان وعمل الصالحات { لَهُم } بسبب الإيمان والعمل الصالح { مغْفِرةٌ } لذنوبهم إذ لا يخلون منها وقد تابوا { ورزْقٌ كَريمٌ } لا من فيه ولا تعب، ولا فضلة ولا ثفل ولا انقطاع، ولا تكدير بآفة.
{ والَّذين سَعَوا } اجتهدوا { في آياتنا } آيات القرآن، أو هى وسائر المعجزات، والأول هو المتبادر، ويدل له مقابله، ويرى الذين أوتوا العلم، وذلك بالصد عنها، والقدح فيها { معاجزين } مجتهدين فى أن يفوتونا بمرادهم { أولئك } البعداء فى منازل السوء { لَهُم } بسعيهم ومعاجزتهم { عذابٌ } عظيم { مِن رجْزٍ } أشد عذاب، ومن للبيان، أو هو من ذلك النوع، فتكون للتبعيض { أليمٌ } مؤلم نعت مؤكد، وإن قلنا: الرجز مطلق العذاب فنعت مؤسس كذا قيل، وفيه أن ما حكم عليه أنه عذاب لا يكون إلا مؤلما، فالنعت مؤكد أيضا، والذين مبتدأ خبره ما بعده، أو عطف الذين، والمعنى ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والذين سعوا إلخ وأولئك إلخ مستأنف.