التفاسير

< >
عرض

وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٢
-يس

تيسير التفسير

{ ومالي لا أعْبُد الَّذي فَطَرني } لا عذر لى فى ترك عبادته وحده، ولا مصلحة، وأختار لكم ما أختار لنفسى، ولا عذر لكم فى ترك متابعتى كما قال: { وإليه } لا الى غيره { تُرْجعُون } للجزاء بما عملتم من السوء، وهذا تهديد وتصريح بما تضمنه، مالى لا أعبد الخ من خطابهم مواجهة، كأنه قيل مالكم لا تعبدون، ومقتضى الظاهر واليه أرجع، وليس ذلك التفاتا لأن ياء المتكلم ليست للمخاطب، وإنما يكون التفاتا لو كان المعبر عنه فى الموضعين واحداً، وإن استعمل مالى لا أعبد الخ فى موضع "مالكم لا تعبدون الذي فطركم" مجازا حصل الالتفات من التكلم لفظا الى الخطاب على مذهب السكاكى، وذلك تعريض كما رأيت، ومثله ما قيل: إن مالكم دعاة فقال: أتتابعهم؟ فقال: مالى لا أعبده، واليه ترجعون، يريد بلى التعريض، ويترجعون الملك وقومه، وتفوت فائدة التعريض بحمل الآية على الاحتباك، هكذا مالى لا أعبد الذى فطرنى، واليه أرجع، ومالكم لا تعبدون الذى فطركم واليه ترجعون.