التفاسير

< >
عرض

وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
٧٨
-يس

تيسير التفسير

{ وضرَبَ لَنا مَثَلا } عطف على ألم ير الانسان لا على مدخول لم لأنها لا تدخل على الماضى، أو عطف على الاسمية قبلها، والمثل جعلهم البعث بعد الموت قصة غريبة أو عجيبة تنكر، أو المراد بالمثل أنهم قاسوا الله تعالى القادر على غيره فى العجز عن أحياء الموتى، ويشبههم من أهل التوحيد من يقول بأن الله تعالى يبعثهم بأجسام أخر غير التى فنيت ولم تبق، والقرآن يرده، وترده الأحاديث، فالصواب أنه يحيى ما بقى من الجسد، ويعيد ما فنى ويجيبه وذلك كله بمرة { ونَسِيَ خلْقَه } أى نسى خلقنا خلقنا إياه من نطفة، أى تركت تذكره والاحتجاج به على نفسه وغيره، أو شبه تركه بالنسيان.
{ قال } الانسان فى ضرب المثل منكرا لاحياء الموتى { مَنْ يُحيي العظامَ وهَي رميمٌ } بال بلى شديداً وهو بمعنى فاعل من رم اللازم لا المتعدى، وأفرد مذكراً ولم يقل رميمة لأنه على وزن المصدر من الأصوات والسير، والمصدر يصلح لذلك، ولأنه محمول على فعيل بمعنى مفعول كامرأة كحيل، ولغلبة استعماله على غير موصوف قل: عظم رميم، وكثر ذكره بلا ذكر لعظم، فجرى مجرى الأسماء كرجل، ويقال كل اسم مشتق عدل به عن وزنه فانه يعدل عن أحواله بمعنى فاعل أو مفعول، وقيل لأن العظام بوزن المفرد وهو مصدر فاعل بفتح العين مصدر نحو: قاتل قتالا، وما دل على نفار ونحوه، ومفردات كثيرة ككتاب، وقيل: لأنه غير وصف كالرمات والرمة، وإن كان من رم المتعدى، أى أبلاه الله أو أبلته الأرض فلا اشكال لأنه ككحيل بمعنى مكحولة.