التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ
٤٦

تيسير التفسير

{ إنَّا أَخْلَصْناهم } اصطفيناهم عن غيرهم، أو جعلناهم خالصين من الأسواء فى الاعتقاد والأعمال، والجملة تعليل، أو مدح مستأنف لهم { بخَالصةٍ } بسبب خصلة فيهم تفرع عليها ذلك بينها بقوله تعالى: { ذِكْرى الدَّار } بدل أو عطف بيان على جوازه فى المعرفة للنكرة، وفى النكرات، وفى ذلك إعفاء عن تقدير هى ذكرى الدار، والذكرى التذكر، والدار الآخرة، وأل للعهد الذهنى، وذلك أنهم يذكرونها ويستعدون لها فى الرخاء والشدة، ولا عبرة لهم بغيرها، وكأنه لا دار الا هى، وهذه الدار طريق اليها لا مسكن، واضافة ذكرى للدار اضافة للمفعول، ثم تذكرت أن قرائتنا اضافة خالصة الى ذكرى، وهى قراءة نافع فيكون من اضافة الصفة الى الموصوف، أى بذكرى لدار الخالصة، والخالصة نعت لذكرى، أو خالصة مصدر كالعاقبة والعافية، أى بخلوص ذكرى الدار عن ذكر الدنيا، وقيل فى القراءتين: المراد بالدار الدنيا وذكراها، ذكرهم فيها بالخير والاقتداء بهم.