التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً
١٣٦
-النساء

تيسير التفسير

{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا } بألسنتهم فقط { ءَامِنُوا } بقلوبكم أو يا أيها الذين آمنوا بقلوبهم وألسنتهم دوموا على الإيمان، أو زيدوا منه، فإن الإيمان يزيد وينقص، أو يا أيها الذين آمنوا من اليهود والنصارى ببعض الكتب والأشياء آمنوا بالكل، فإن اليهود آمنوا بالتوراة وموسى، لا بالإنجيل وعيسى والنصارى العكس، وقيل يا أيها الذين آمنوا إجمالا آمنوا تفصيلا، وقيل يا أيها الذين آمنوا بالعزى واللات آمنوا بالله وهو ضعيف { بِاللهِ وَرَسُولِهِ } محمد صلى الله عليه وسلم { وَالكِتَابِ الَّذِى نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ } أى القرآن { وَالْكِتابِ الَّذِى أَنزَلَ } على الرسل { مِن قَبْلُ } الكتب التى من الله كلها، فأل للاستغراق، وخص القرآن لفضله على غيره، فإنه يذكر الخاص بعد العام، والعام بعد الخاص لمزية فى الخاص، قال ابن سلام وأصحابه كأسد وأسيد، بنى كعب، وثعلبة بن قيس، وابن أخت عبد الله بن سلام، ويامين بن يامين: نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير، ونكفر بما سوى ذلك، بمعنى أنهم لم يثبت عندهم أن ما سوى ذلك من الله، فنزل: يا أيها الذين آمنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتب التى أنزل من قبل { وَمَن يَكْفُرْ } من الأشقياء { بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ } والكفر بالملائكة كفر بغيرهم { وَكُتُبِهِ رُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } عن الحق، لا يكاد يرجع إليه، أو من شأن الكفر ولو من غير الشقى البعد عن الحق، أو بعيد الوقوع، والواو بمعنى، أو؛ لأن الضلال البعيد يحصل ولو بواحد من ذلك فقط، أو من واقعة على الأنواع كلها، كأنه قيل: ومن يكفر بالله فقد ضل الخ، ومن يكفر بملائكته فقد ضل الخ، وهكذا فالحاصل أن كل كافر من هؤلاء ضل ضلالا بعيداً، أو المراد المجموع، فيحصل أن الكفر ببعض ما من ذلك ضلال بعيد، وقيل الإيمان بالكل واجب، والكل ينتفى بانتفاء البعض، وليس هذا من جعل الواو بمعنى أو.