التفاسير

< >
عرض

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
٦٥
-النساء

تيسير التفسير

{ فَلاَ } زيدت لا تأكيداً للقسم كقوله:

خَليِلَىَّ لا وَاللهِ مَا مِنْ مُلِمَّةٍ تَدُومُ عَلَى حَىٍّ وَإنْ هِىَ جَلْتِ

أو لتأكيد النفى فى الجواب، ولم تسمع زيادتها مع القسم بالله إلا إن كان الجواب بنفى، أو لا نافية، أى فلا صحة لإيمانهم الذى ادعوه، أو يقدر فلا يؤمنون، فيؤكد بقوله { وَرَبَّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } إيماناً كاملا، وإلا فإن الإنسان قد يسلم من قلبه ولا يجد من نفسه قبولا، وبين الله بالآية ضعف إيمانهم { حَتَّى يُحكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ } فيما تخالف من أمورهم وأقوالهم وقلوبهم، كتخالف أغصان الشجر ولتخالفها سمى شجرا { بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فَى أَنفُسِهِمْ حَرَّجاً } ضيقا أو شكا، فإن الشاك فى ضيق حتى يطمئن، أو إثما { مِمَّا قَضَيْتَ } أثبته بالحكم أو من قضائك أى إثباتك { وَيُسْلِّمُوا } ينقادوا ظاهراً وباطناً لأمرك { تَسْلِيماً } بلا معارضة.