التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ
٧٣
مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ
٧٤
-غافر

تيسير التفسير

{ ثمَّ قِيل لَهُم أيْن ما كُنْتم تُشْركُون * مِن دُون الله قالوا } عبر بالماضى فى الموضعين لتحقيق الوقوع، والسؤال توبيخ { ضلُّوا عنَّا } غابوا فلا نراهم، وتارة قرنوا بهم، ويوم القيامة مواطن مختلفة أو أرادوا بغيبتهم عدم نفعهم على التجوز بالاستعارة التبعية فى ضل، فتارة يغيبون تحقيقا، وتارة مجازا أو قرنوا بهم ولم يشعروا لشدة الهول، وتارة يشعرون { بَلْ لَم نكُن ندعُوا من قَبْل شيئاً } إضراب عن كون آلهتهم ضلت الى أنهم ما عبدوا فى الدنيا شيئا نافعا يعتد به، أو ذلك كذب اضطروا اليه لاضطرابهم كقولهم: " { والله ربنا ما كنا مشركين } " [الأنعام: 23] وعليه فمعنى قوله تعالى:
{ كذلك يُضلّ الله الكافرين } يحيرهم فى أمرهم حتى يفزعوا الى الكذب، ويجوز إبقاؤه على ظاهره من الضلال فى الدين، كما يبقى فى التفسير الآخر المذكور،أى مثل ذلك الاضلال يضل الله الكافرين فى الدنيا، فيعبدون ما يبرءون منه يوم نبعثهم، أو مثل ضلال آلهتهم عنهم فى الآخرة تضلهم فى الدنيا عن الهدى بسوء اختيارهم، أو كما اضل أعمال هؤلاء، وأبطل ما كانوا يأملونه يفعل بأعمال جميع من دان بالكفر.