التفاسير

< >
عرض

وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ
٨١
أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٨٢
-غافر

تيسير التفسير

{ ويُريكُم آياته } دلائل قدرته وعظم شأنه { فأيَّ آيات الله } استفهام توبيخ، واضافة الآيات الى الله لتربية المهابة فى تهويل انكاره { تُنكرونَ } لا آية منها يجترىء من له عقل على إنكارها، ولفظ أى صالح للمذكور والمؤنث، لأنه اسم غير صفة، والتأنيث فى ذلك خلاف الأصل، لا يقاس عليها كرجلة وحمارة وانسانة قال الشاعر:

إنسانة فتانة

وقال:

بأى كتاب أو بأية سنة ترى حبهم عارا علىَّ وتحسب

{ أفلَم يَسيروا فى الأرض } أقعدوا فلم يسيروا، أو الهمز مما بعد الفاء فلا تقدير { فينْظُروا كيف كان عاقبة الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِم } من المهلكين لكفرهم { كانُوا أكْثَر منْهُم وأشَدَّ قوَّةً وآثاراً في الأرض } تقدم الكلام على ذلك، ولا يخفى أن آثارا غير آثار الأقدام، ففيه رد على من قال بأن الأثر فى الآية الأخرى أثر القدم، والقرآن بعضه يفسر بعضا { فما } نافية أو استفهامية توبيخية مفعول به لقوله: { أغْنى } أى دفع أو مفعول مطلق له، أى أى اغناء أغنى { عنْهُم ما كانُوا يكْسِبُونَ } ما كانوا يكسبونه من الأموال عبادة غير الله، أو ما أغنى عنهم كونهم يكسبون.