التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
-فصلت

تيسير التفسير

{ ومِنْ آياته أنَّك } يا محمد، أو يا من يرى { تَرَى الأرْض خاشِعةً } يابسة كالخاشع المتذلل على الاستعارة التبعية { فإذا أنْزلنا عَليْها الماء } من السماء { اهْتزَّت } صارت مثل من تحرك بنشاط وعزة على الاستعارة التبعية { ورَبَت } صارت حالها كحال ما ازداد، وذلك بانتفاخ يليه الانشقاق عن نبات، والنبات كأنه جزء منها، وذلك على الاستعارة التبعية، وأولى من ذلك أن تجعل الاستعارات الثلاث استعارة واحدة مركبة، بأن يشبه خلوها من النبات، وانقلابها اليه بحال شخص كان رث الهيئة، واذا زالت عنه الرثة والكآبة بإقبال الدنيا عليه، نشط فى حركته، ومرح فى مشيته.
{ إنَّ الَّذى أحْياها } أخْصَبها، سمى الاخصاب احياء على الاستعارة { لمْحيي المَوْتى } باعثهم أحياء من قبورهم، ومن حيث كانوا ولو بتبديلات متعددات، مثل أن يأكل الحوت انسانا، ويأكل انسان آخر هذا الحوت، أو يأكله سبع، ويأكل هذا السبع سبع آخر { إنَّه على كُل شيءٍ قديرٌ } قدرة لا تتناهى.