التفاسير

< >
عرض

يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ
٥٣
-الدخان

تيسير التفسير

{ يلْبسُون } خبر ثان أو مستانف، كأنه قيل: فما لباسهم؟ { مِن سُنْدسٍ } نعت لمفعول محذوف، أى ثيابا من سندس، والسندس الحرير الرقيق، وزعم بعض أنه نسب الى سند أبدلت ياء النسب سيناً، وذلك يجلب من سند { وإسْتَبرقٍ } الحرير الغليظ، وأصله فى لغة الفرس الغليظ مطلقا، وقيل: هو معرب استبر بلا قاف، وكل من سندس واستبرق معرب، وقيل إستبرق عربى من البراقة وهى اللمعان، وأيد بقراءة وصل همزته، وهمزة الوصل فى العجمة، ويجاب بأن وصلها من جملة تعريبه بوزن استفعل، وذكر العجمى فى القرآن لا يخرجه عن أنه عربى، لأن ذكر العجمى فيه على طريق حكاية العجمى، ثم إن كون إستبر عجمى لا يوجب أن يكون استبرق عجميا.
{ مُتَقابلينَ } فى مجالسهم تقابلا يزدادون لذة، ولا يزيلون به وحشة، إذ لا وحشية فى الجنة لمن فيها، ولو فرض أنه لا يرى فيها أحد، أو هو حال مقدرة لأن لبس ذلك ليس مختص الحدوث بحال التقابل، وانما هو قبل وبعد، وفى حال التقابل بلا انكشاف.