التفاسير

< >
عرض

إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١١٨
-المائدة

تيسير التفسير

{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ } لإِصرارهم فلا اعتراض عليك أَو فأَنت عدل فى تعذيبهم أَو غير ظالم لهم، أَو لا يمتنعوا من عذابك لأَنهم في أَسر ملكك كما قال { فَإِنَّهُمْ } لأَنهم { عِبَادُكَ } مملوكك، وعن ابن عباس وقد عبدوا غيرك فهم أَهل التعذيب { وَإِنْ تَغْفِر لَهُمْ } بأَن تابوا وماتوا غير مصرين على الشرك أَو ما دونه، والكلام كل لا كلية لأَنهم لم يصروا جميعاً ولم يتوبوا جميعاً، فقد أَحسنت إِليهم وقبلت توبتهم { فَإِنَّكَ } لأَنك { أَنْتَ العَزِيزُ } الغالب في أَمره لا يرد له قضاء ولا فعل { الحكِيمُ } الذى لا يعبث ولا يسفه ولا يضع الشئَ فى غير موضعه، وقيل: ذلك من كلام عيسى فى الدنيا، إِن تعذبهم بإِبقائهم على الكفر فإِنهم عبادك، وإِن تغفر لهم بالتوفيق إِلى الإِسلام فانك أَنت العزيز الحكيم، تلا صلى الله عليه وسلم إِن تعذبهم فإِنهم إِلخ، وقوله تعالى " { رب إِنهن أَضللن } "[إبراهيم: 36] إِلخ وبكى ورفع يديه وقال: "اللهم أمتى أمتى، فأَوحى الله تعالى إِليه: إِنا سنقر عينك فى أَمتك ولا نسوءك" .