التفاسير

< >
عرض

كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
٧٩
-المائدة

تيسير التفسير

{ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ } لا ينهى بعضهم بعضاً عنه ولا يتناهون عنه، والأَول أَصل فى التفاعل وما فعل لا ينهى عنه لفوته إِذ لا يمكن تصييره غير مفعول وقد فعل، فالمنكر في الآية غير مفعول إِلا بعد، والمراد عن منكر أَرادوا فعله فالفعل مؤول بسببه وملزومه وهو الإِرادة، أَو المراد لا يتناهون عن مثل منكر فعلوه من صنفه أَو من سائر المعاصى، وكذا إِذا فسر التناهى بالانتهاء يحتاج إِلى أَحد هذه التأويلات لأَن ما فعل لا ينتهى عنه فالمعنى لا يريدون الانتهاء أَو لا يستعملون مثل ما هو انتهاء عن ذلك، والمنكر على العموم والإفراد له نوعى لا شخصى، وقيل المراد الصيد يوم السبت وقيل الرشوة فى الحكم، وقيل الربا وأثمان الشحوم { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } إِنشاء لذم فعلهم وتعجيب مؤكد بالقسم، أَى والله لبئس أَو بلام الابتداء على أَنها للابتداء لأَن الفعل الجامد كالإسم والمراد ما كانوا يفعلون من المناكر أَو من ترك النهى أَو منهما، وهو أَعم فائدة وشهر تفسيره بترك النهى، قال حذيفة عنه صلى الله عليه وسلم: "والذى نفسى بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أَو ليوشكن لله أَن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" ، وقال صلى الله عليه وسلم "إِن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة حتى يروا المنكرين ظهرانيهم وهم قادرون على أَن ينكروا فلا ينكرونه، فإِذا فعلوا ذلك عذب الله تعالى الخاصة والعامة" ، وقال صلى الله عليه وسلم: "والذى نفس محمد بيده ليخرجن من أَمتى أُناس من قبورهم في صور القردة والخنازير بما داهنوا أَهل المعاصى وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون" .