التفاسير

< >
عرض

وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ
١٧
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ } فى النفس بقلة العلم والفضل والعفة، أَو فى البدن كعدم جارحة ونقص ومرض، أَو فى حالة ظاهرة كقلة مال وجاه، والضر مساو للشر المقابل للخير، وقيل أَخص، ويناسبه أَنه قابل به الخير، وفى ذكر الضر تهويل وفى ذكر الخير تنشيط { فَلاَ كَاشِفَ } لا مزيل { لَهُ إِلاَّ هُوَ } فكيف يتخذ أَحد وليا سواه، وهو بدل من ضمير فى وجود المقدر خبر للا، أَو من لا كاشف لأَن لا وسمها المبنى بمنزلة المبتدأ لا خبر لأَن لا غير عاملة فى المعرفة، { وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ } ضد الضر المذكور، ككثرة العلم والفضل والعفة وكمال الجوارح والصحة، وغنى واحترام، قال ابن عباس: قال لى صلى الله عليه وسلم، وأَنا رديفة: "يا غلام، احفظ الله تعالى تجده أَمامك، وإِذا سأَلت فاسأَل الله، وإِذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، ولو جهد العباد أَن ينفعوك بشئ لم يقضه الله سبحانه وتعالى لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا أَن يضروك بشئ لم يقضه الله تعالى عليك لم يقدروا عليه، فإِن استطعت أَن تعمل لله تعالى بالصدق فى اليقين فاعمل، فإِن لم تستطع فإِن فى الصبر على ما تكره خيرا كثيراً" { فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ } علة للجواب، أَى وإِن يمسسك بخير فلا راد له لأَنه قدير على كل شئٍ، كقوله تعالى " { وإِن يردك بخير فلا راد لفضله } " [يونس: 107] ويضعف جعله تعليلا لهذا المقدر، ولقوله تعالى فلا كاشف له إِلا هو معا، كما أَنه لو كان التعليل باللام لم يصح بإِعادة التعليل أَو بتقدير قولك ذلك لأَن الله على كل شيءٍ قدير، ولأَن الثانى متغلب على العلة لأَنها دليله، بخلاف الجواب الأَول فإِنه مذكور، ويجوز أَن يكون هو على كل شئٍ قدير جوابا، أَى فهو قادر على إِدامته كسائر الأَشياء.