التفاسير

< >
عرض

بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٢٨
-الأنعام

تيسير التفسير

{ بَلْ بَدَا } ظهر { لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ } هو إِشراك المنافقين، وأَمر البعث، والشرك الذى أَنكره المشركون فى بعض مواقف القيامة، والصغائر والكبائر التى يخفونها فى الدنيا، والمشركون مخاطبون بالفروع أَيضاً، وإِخفاء أَهل الكتاب ما فى التوراة والإِنجيل من رسالته صلى الله عليه وسلم. والآية تعم هؤلاء، وقيل هو النار فإن جحودها إِخفاء لها، أَو الآيات الدالة عليها فإِن إِنكارها نفى لها، أَو الإِشراك أَى بدا جزاؤه، أَو تحقق أَنه إِشراك يجازون عليه بالنار بعد ما قالوا: { { والله ربنا ما كنا مشركين } [الأنعام: 23]، إِذ قالوا كذباً أَو زعماً بأَنه غير شرك، بل ليقربهم إِلى الله عز وجل، وعن المبرد: بدا لهم وبال ما كانوا يخفون، وما موصول اسمى أَو حرفى، أَو نكرة موصوفة { وَلَوْ رُدُّوا } إِلى الدنيا بعد الوقوف على النار، ولو بدخولها، ومضى أَحقاب { لعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ } إِلى ما نهوا عنه من الشرك وما دونه من المعاصى { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } فى وعدهم الإِيمان الذى تضمنه تمنيهم له ومن شأنهم الكذب على الإِطلاق، ومنه هذا بالمشاهدة أَو بنطق جوارحهم، وكل من المشركين والمنافقين باضمار الشرك، واليهود والنصارى وغيرهم من أَهل النار، كلهم يتمنون الرد إِلى الدنيا ليجتنبوا ما أَدخلهم النار، وكل واحد بدا له تفريطه وبطلان ما كان يتوهمه، وقبح ما أَمر من تشبه واعتقاد، والجملة عطفت على لو وشرطها وجوابها عطف قصة على أخرى، والصحيح أَن وعد الكافرين الإِيمان هو على طريق الإِخبار، وقيل إِنشاء، فالكذب مبنى على الإِخبار.