التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ
٣
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَهُوَ } أَى الله بمعنى واجب الوجود، أَو الشأْن فتكون الجملة بعد خبره { اللهُ } أَى المعبود، ولتضمنه معنى المعبود علق به قوله { فى السَّمَاوَاتِ وَفِى الأَرْضِ } وذلك نظرا إِلى أَصل لفظ الجلالة فى الاشتقاق فيجوز أَن يتعلق به أَيضا اعتبارا لمعنى العلو أَو التحير إِليه، أَى العالى الشأْن فيهما، أَو المتحير إِليه فيهما، أَو باعتبار معنى المالك أَو المتصرف أَو نحو ذلك، أَو تعلق به لملاحظة أَحد تلك المعانى بلا نظر إِلى اشتقاق، فصلح التعلق، ولو على القول بعدم الاشتقاق، كما علق بأسد لملاحظة معنى الشجاع بلا اشتقاق فى لفظ أَسد، أَو عبر عن علمه بما فيهما بكونه فيهما، تعالى عن الكن، ويضعف تقدير وهو الله المعبود أَو المدبر فى السماوات وفى الأرض لقلة حذف النعت، ويضعف تعليقه بسركم لضعف تقدم معمول المصدر ولو ظرفا، إِلا أَنه يسهله أَن هذا المصدر ليس منحلا إِلى حرف المصدر والفعل مع أن المعمول ظرف، ويضعف التعليق بيعلم من قوله { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ } لأَنه يوهم استقراره فيهما حاشاه، وكون المعمول فيهما لا يسيغ هذا التعليق كما قيل، وأما قولك: رميت الصيد فى الحرم إِذا رميته وأنت فى غير الحرم فأَساغه أَن الرمى صادفه فى الحرم، أَو فى الحرم حال من الصيد، والسر أفعال القلوب، والجهر أَفعال الجوارح { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } يعلم نفس المكسوب من طاعة أَو معصية، ومن ثواب أَو من عقاب فيجازيكم، أَو السر والجهر ما قد يخفى وقد يظهر، وما تكسبون أَفعال الجوارح، ودخل فى الكسب الترك لوجه الله عز وجل كترك المعصية لوجه الله سبحانه وتعالى.