التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ
٦٤
-الأنعام

تيسير التفسير

{ قُلْ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ } لا محيد لهم عن أَن يقولوه فقله أَنت ولا تنتظرهم، ولا سيما أَنهم يبطئون عن قوله أَو يجحدون، وقد اعتقدوا صحته، فقد تحملهم بقولك على الإِقرار به، والكرب غم النفس، أَى ومن كل غم، أَو من كل ما يغم سواها، فذلك إِنجاء من شدائد البدن وشدائد القلب { ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ } به الأَصنام، ثم لاستبعاد الإشراك ولياقته مع اعترافهم بأَن الله هو المنجى من ظلمات البر والبحر، ومن كل غم، ومقتضى قوله { { لنكونن من الشاكرين } [الأنعام: 63]، أَن يقال ثم لأَنتم لا تشكرون، إِلا أَنه بالغ بذكر الشرك الذى هو قطع للشكر رأَساً، وذلك ذم زائد استحقوه إِن لم يقتصروا مع اعترافهم بذلك على ترك الشرك بسائر ما يكون تركاً له من المعاصى، بل قطعوه قطعاً كلياً بالإِشراك، ولا يجوز ما اعتاده بعض الناس من الوقف على كرب ويكرره مع قوله { قل الله ينجيكم منها } على جهة الدعاء، لأَنه إِفساد لسوق الكلام الذى هو أَنه ينجيكم من ذلك ولا تكفون عن الإِشراك شكراً ففى ذلك الوقف صرف ما هو تهديد إِلى امتنان، وذلك تبديل لكلام الله تعالى عز وجل.