التفاسير

< >
عرض

وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ
٦٦
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَكَذَّبَ بِهِ } بالقرآن المدلول عليه بقوله نصرف الآيات وبالمقام كما تعين فى قوله " { وذكر به } " [الأنعام: 70] وقيل: وكذب بالعذاب المذكور فى قوله " { أَن يبعث عليكم عذاباً } "[الأنعام: 65] وعليه الأَكثر، وفيه أَن العذاب مذكور بالإِمكان لا بالوعيد جزماً إِلا بتأويل أَنهم كذبوا بإِمكانه وبالتلويح به أَنه لا يتم، كما قيل أَن الهاءَ عائدة على الوعيد المضمَّن فى هؤلاء الآيات، وفيه أَن ما هو بطريق الإِمكان لا يقال فيه أَنه الحق إِلا بتأويل، وقد قال: وهو الحق، وقيل بالتصريف، وقيل: كذب بالنبى صلى الله عليه وسلم، وفيه أَنه لو كان كذلك لقال وكذب بك لقوله { قَوْمُكَ } بالخطاب، ولم يجر له صلى الله عليه وسلم ذكراً بالغيبة، ودعوى الالتفات أَبعد لعدم نكتة هنا فيه، والقوم قريش، وقيل: العرب { وَهُوَ الْحَقُّ } حال من هاء به والتكذيب به مع أَنه الحق الكامل أَو الذى كأَنه لا حق سواه مبالغة ومعنى كونه حقاً أَنه صادق أَو واقع لا محالة لأَنه من الله عز وجل { قُلْ } لهم أَى لقومك { لَسْتُ عَلَيْكُمْ } متعلق بوكيل، والواو لا تمنع من ذلك لأَنها صلة والمعنى على ذلك لا على الحالية لتبادره، وأَما الباء فلا تمنع من تقديم الحال لأَنها صلة، وقدم على طريق الاهتمام بمن بقيت الوكالة عليهم من حيث الوكالة وللفاصلة على أَن الآية تمت فى قوله { بِوَكيلٍ } ولو لم يختم بالنون كنظائره، وفيه الردف بالياء كالردف فيها بالواو، والمعنى لست حفيظاً عليكم أَوفقكم إِلى الإِيمان، أَو أعاقبكم بعذاب، ليس ذلك فى طاقتى، ولا وكل إِلىَّ، وإِنما أَنا منذر والموفق والخاذل والمجازى هو الله، وهذا صحيح قبل القتال ومعه وبعده، ولا حاجة إِلى دعوى أَن المراد كما قيل عن ابن عباس، لم أُومر بقتالكم، فضلا عن أَن يقال نسخ بآية القتال.