التفاسير

< >
عرض

وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
١٨٣
-الأعراف

تيسير التفسير

{ وَأُمْلِى } أَمهل { لَهُمْ } عطف على نستدرج، وحكم التأكيد فى الوعيد بالسين منسحب عليه، ولا ينسحب عليه الاستدراج لأَنه ليس معمولا للاستدراج، وكأَنه قيل: وسأُملى، ولم يقل نملى، بل بالهمزة لأَن معنى سنستدرجهم سأَستدرجهم بالهمزة، ولو دل على العظمة بالنون، ولأَنه بالهمزة بعد النون أَبلغ فى الوعيد، إِذ همزة التصريح بخصوص واجب الوجود بلا صيغة مشاركة كمثل أَن تواعد قوماً بصيغتك وصيغة غيرك فى لفظ واحد، ولما بلغت التشديد فى الأَمر خصصت أَنك الفاعل بهم ما توعد. وهم فى ذلك أَذل لك وأَخضع { إِنَّ كَيْدِى } مكرى بالإِهلاك، وسماه كيدا لأَن ظاهره إِحسان وباطنه خذلان بالاستدراج، أَو لنزوله بهم وهم لا يشعرون، قيل: وفيه استعارة تمثيلية. فى معنى لا معان مجموعة كقوله والطاعنين مجامع الأَضغان، أَى القلوب، فإِنها فيه فى معنى لا معان { مَتِينٌ } قوى لا يطاق.