التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ
٢٤
-الأعراف

تيسير التفسير

{ قَالَ اهْبِطُوا } إِلى الأَرض يا آدم وحواء وإِبليس، قيل والحية، وفيه أَنه لا ذكر لها فى الآية، فهبط آدم بسرنديب جبل بالهند، وحواء بجدة أَو بعرفة أَو بالمزدلفة أَقوال، وإِبليس بأُبلة (بضم الهمزة والباء وشد اللام) جبل قرب البصرة أَو بجدة قولان. والحية بأَصبهان. أَو يا آدم وحواء وذريتهما فى ضمنهما، لكن أَمر الذرية فى ضمنهما مجاز وأَمرهما حقيقة، أَو يا آدم وحواء خطاب لهما بخطاب الجمع لذلك كما قال فى سورة البقرة اهبطا وقوله { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } حال تفيد أَن عداوة بعض لبعض غير متراخية عن الهبوط فهذا أَولى من جعله جواب قائل ما حالهم بعد الهبوط، والعداوة ظاهرة بين آدم وحواء وبين إِبليس. وأَما بين آدم وحواءَ وذريتهما فبغى قابيل عليهما وعلى هابيل، والذرية بعض على بعض فى البدن والمال والأَعراض وغير ذلك كنكاح قابيل زوج هابيل، وصح دخول إِبليس فى اهبطوا لأَنه كان يدخلها مسارقة، وللوسوسة بعد قوله عز وجل اخرج منها فلم يتكرر أَمره بالهبوط مع قوله اخرج منها { وَلَكُمْ فِى الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } استقرار، أَو موضعه أَو زمانه، والأَول أَولى لأَن القرار نفسه رحمة. خلاف موضعه فإِنه نعمة باعتبار القرار، وموضع الاستقرار شامل لما يحيا فيه من الأَرض وموضعه بعد الموت وقبره أَى مستقره إِلى أَجل هو البعث { وَمَتَاعٌ } تمتع { إِلَى حِينٍ } أَجل الموت لا البعث، لأَنه لا تمتع فى القبر إِلاّ للمؤمنين.