التفاسير

< >
عرض

فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ
٣٠
-الأعراف

تيسير التفسير

{ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ } فريقاً حال من الواو وهدى نعته، أَى هداه والأَولى هداهم لأَنه جمع فى المعنى ولمناسبة عليهم، وفريقاً معطوف، وحق عليهم إِلخ نعته، أَى تعودون إِلى الله عز وجل فريقين متخالفين بالهدى والضلال، أَو فريقاً الأَول مفعول لهدى أَو حال من ضمير هدى، والثانى منصوب على الاشتغال بالمعنى، أَى وأَضل أَو خذل فريقاً عليهم الضلالة، ولا يضرنا تقدير حال مع اعتقاد أَن الله أَراد كفر الكافرين وضلالهم، وتقدير أضل أَنسب بقوله حق عليهم الضلالة، وقدم فريقاً لطريق الاهتمام وللحصر أَى ما هدى إِلا فريقاً مخصوصاً بأَن حبب إِليهم الإِيمان لطفاً وكرماً { إِنهْمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ } إِما تعليل لمنشأ خذلانهم وإِما سببه فى الخارج، وفى نفس الأَمر فاتخاذهم المذكور ومنشأ ذلك الاتخاذ أَصل الخذلان، وسبب استمرار الخذلان الاتخاذ المذكور فلا دور، إِما تحقيق لضلالهم واستدلال عليه، ويدل للأّول قراءَة فتح همزة أَن ومن دون الله غير الله { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } فى اتباع ما توسوس به الشياطين لهم أَو تصرح لهم به، فإِن المراد شياطين الإِنس والجن، واتخاذهم أَولياء اتباعهم، ودلت الآية أَن الكافر المخطئ والمعاند سواء فى استحقاق الذم والعذاب، إِلا أَن المخطئ دونه.