التفاسير

< >
عرض

لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ
٤١
-الأعراف

تيسير التفسير

{ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ } فراش { وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أَغطية من نار، كقوله تعالى { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } [الزمر: 16] قالت عائشة رضى الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقال: "هى طبقات من فوقه وطبقات من تحته لا يدرى ما فوقه أَكثر أَو ما تحته، غير أَنه ترفعه الطبقات السفلى وتضعه العليا ويضيق فيما بينهما حتى يكون كالزج فى القدح" ، والواحد غاشية فإِن الغطاء يقال له غاشية بمعنى أَن جهنم محيطة بهم من الجهات الست، فإن الغطاءَ يعم الرأس والرجلين، وذلك تهكم بهم على طريق الاستعارة التصريحية أو الكناية عن أنهم أحياء على الاستهزاء حتى استحقوا الفراش، وجردت بذكر النار، ومن تبعيضية أو ظرفية أو تجريدية كقولك: لى من فلان صديق { وَكَذَلِكَ } بالمهاد والعواش من جهنم { نَجْزِى الظّالِمِينَ } أَى نجزيهم، أو الظالمين عموماً مثل ما قبله، سماهم ظالمين ومجرمين لظلمهم وإِجرامهم إِلا أَنه ذكر الإِجرام فى حرمان الجنة والظلم فى دخول النار لأَن الظلم أَعظم والإِجرام أَعم منه، وحرمان الجنة بلا عذاب لو كان ذلك هو أَهون من العذاب مع حرمانها، وإِنما قلت لو كان لأَنه لا يكون، وأَما ما قيل أَن أَصحاب الأَعراف لا يدخلون الجنة أبدًا ولا النار فقول باطل.