التفاسير

< >
عرض

فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ
٧٩
-الأعراف

تيسير التفسير

{ فَتَوَلَّى } ذهب { عَنْهُمْ } ظاهره أَن التولى عقب إِصباحهم جاثمين، وشهر خلاف هذا كما مر، فلعل الفاءَ بمعنى الواو أَو لما قرب جثوهم، وقد أَخذت فيهم مقدماته من الصفرة والحمرة والسواد وجعله كأَنه واقع بمجفرة، ويجوز العطف على قالوا { وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى } أَفرد الرسالة لفظاً والمراد الجنس، أَو الاستغراق العرفى أَى ما أَرسلنى به الله كله أَو أَراد كلمة التوحيد { وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } هذا ظاهر فى أَن توليه عنهم قبل موتهم لأَن الخطاب يكون للأَحياء ولكن لا مانع من خطابهم موتى فيسمعون ولا يردون الجواب كما سمع أَهل القليب خطاب رسول الله، وقال يسمعونى ولا يقدرون على رد الجواب، إِذ قال: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، أَو خاطبهم صالح تحسراً عليهم، لا ليردوا الجواب، وفى ذلك بعض تسلية له، ولما قتلت الناقة قالوا لصالح أَدرك الناقة فقد عقرت، واعتذروا إِليه وقالوا قتلها فلان وفلان، لا يحيا يا نبى الله، ولحق صالح عليه السلام بالفصيل فبكى حتى سالت دموعه لرؤبة صالح.