التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
١٣
-الأنفال

تيسير التفسير

{ ذَلِكَ } المذكور من إِلقاء الرعب وضرب فوق الأَعناق وضرب كل بنان، ولا تعود الإِشارة إِلى الضرب والرعب لأَنهما لم يذكرا فى الآية على طريق الحصول بل على طريق التحصيل، اللهم إِلا باعتبار أَنهما لازمان وقوعاً، وأَجاز بعض الإِشارة إِلى ما ذكر مع ما لم يذكر وهو الأَسر، والكاف خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أَو لكل من يصلح له { بِأَنَّهُمْ } أَى ثابت بأَنهم { شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ } كانوا فى شق، أَى جانب، ودين الله ورسوله، أَو أَولياء الله ورسوله فى آخر، كما سمى العدو لأَنه فى عدوة أَى جهة والاخر فى أُخرى، والمعنى: المخالفة، وقرر ذلك بقوله عز وجل { وَمَنْ يُشَاقِقِ } لم يدغم لأَن حركة الثانى كلا حركة لأَنها للساكن { اللهَ وَرَسُولَهُ } الجواب محذوف، أَى يعاقبه وما بعده تعليل أَو هو الجواب، والرابط محذوف هكذا { فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } لهم ولغيرهم من أَهل العذاب فى الدنيا والآخرة، أَو هذا عذاب الاخرة قابل به عذاب الدنيا بالإِرعاب والضرب، وعلى الوجهين يكون هذا من المذهب الكلامى وهو الاحتجاج بالقياس المنطقى هكذا: هم شاقوا الله ورسوله، ومن يشاقق الله ورسوله فله عقاب شديد، من الشكل الأَول.