التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٦٤
-الأنفال

تيسير التفسير

نزلت فى البيداءِ فى غزوة بدر قبل القتال، ومن معه ثم ثلاثة مائة وثلاثة عشر، المهاجرون والأَنصار، أَمره الله عز وجل أَن يكتفى بهم ويلقى قريشا كائنين ما كانوا بهم، والبيداء هنا اسم مخصوص قرب المدينة، أَو الصحراء، والآية مدنية، وما نزل بعد الهجرة مدنى ولو نزل فى غير المدينة، وقيل: واسطة. وعن ابن عباس أَنها مكية، أَمر النبى صلى الله عليه وسلم أَن توضع فى هذه السورة المدنية، وأَنه أَسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، وكانوا يجتمعون فى دار الأَرقم عند الصفا خفية، وأَسلم عمر ونزلت الآية فى إِسلامه تابعا لمن قبله، وجهر بالإِسلام، وقال: لا نعبد الله سرا، ومن معطوف على لفظ الجلالة، فالمعنى كافيك الله وكافيك من اتبعك من المؤمنين فى أَمر القتال وإِقامة الدين، أَو على الكاف بلا إِعادة للجار لأَنه قد ورد العطف على المجرور المتصل بلا إِعادة جار، وهو مذهب الكوفيين، وذكر بعض أَن الفصل كاف عن الإِعادة كما يكفى فى العطف على المتصل المرفوع، وفى الآية فصل ولو أعيد لقيل: وحسب من اتبعك، ويجوز كون حسب اسم فعل، والكاف مفعول والعطف عليه، والمعنى على الوجهين يكفيك الله، ويكفى الله من اتبعك من المؤمنين، وهو مخالف بكونه اسم فعل بحسب الواقع اسما لأَن، ولا يتكرر هذا مع ما تقدم، فإِن هذا فى أَن الله يكفيه ويكفى المسلمين أَمر القتال بالنصر إِن نزلت فى بدر، أَو يكفيك الله والمؤمنون فى ذلك. وإِن نزلت فى مكة، فالمعنى يكفيك الله ويكفيك المؤمنون، أَو يكفى لك الله ويكفى المؤمنين فى الجهر بالدين، أَو هذه فى أُمور الدين والدنيا كلها، وما تقدم بمعنى يكفيك خداعهم.