التفاسير

< >
عرض

فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٦٩
-الأنفال

تيسير التفسير

{ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً } حال من ما أَو من العائد، أَو أَكلا حلالا { طَيِّبًا } وخرج بالطيب ما غل، المراد سائر الغنائم، أَمرهم أَن يكتفوا بها عن الفداء، وزعم بعض أَن المراد ذلك الفداء الذى أَخذوه أَحله الله لهم، وبعض أَن المراد أَنه داخل فى الغنائم، وفيه بعد لأَن الفداءَ لا يسمى غنيمة، والظاهر أَن المراد: اكتفوا بالغنائم، ما حضر وما يأتى، واتركوا الخوض بمثل ما فعلتم من طلب الفداء، مع أَنه أَحله الله لهم، إِذ خاضوا فيه، وقيل: المراد مثل ما غنمه عبد الله بن جحش مع ثمانية من المهاجرين، بعثهم صلى الله عليه وسلم فأَخذوا عيرًا لقريش، فقسمها صلى الله عليه وسلم، وهذه أَول غنيمة فى الإِسلام، وروى أَنهم أَمسكوا عن الأَكل من الفداءِ حتى نزل "فكلوا" وقدر بعض: قد أَبحت لكم الغنائم فكلوا.. وقدر بعض: دعوا ما اتخذتم فكلوا.. وقيل: أَمسكوا عن الغنائم، فنزل هذا إِزاحة بما فى نفوسكم من تلك المعاينة { وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ } لذنوبكم، ومنها استباحة الفداء قبل ورود الإِذن من الله عز وجل { رَحِيمٌ } مبيح لكم ما أَخذتم من الفداء.