التفاسير

< >
عرض

ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩
لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ
١٠
-التوبة

تيسير التفسير

{ اشْتَروْا بِآيَاتِ اللهِ } التى فى وجوب الاستقامة والوفاء بالعهد كما يقتضى المقام أَو جميع الآيات، فيدخل ذلك بالأَولى { ثَمَنًا قَلِيلاً } أَو ضمن اشتروا معنى استبدلوا على طريق الاستعارة التبعية لجامع التعاوض، أَو شبه الآيات بما يبتاع، ورمز إِليه بالشراء فهى مكنية واشتروا تخييل أَو عبر بالمقيد وهو الشراء عن المطلق وهو الاستبدال على طريق المجاز المرسل، وعلى كل حال المعنى: تركوا آيات الله ليحصلوا ما يشتهون ومن ذلك أَن أَبا سفيان أَطعمهم طعاماً، ولم يطعم حلفاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونكثوا العهد به للإِطعام { فَصَد‍ُّوا } أَعرضوا أَو منعوا غيرهم { عَنْ سَبِيلِهِ } دينه والحج والعمرة، أَو السبيل حقيقة، وهو الطريق إِلى البيت ومواضع الحج والعمرة والفاء لترتيب الصد على الاشتراء { إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ساءَ عملهم أَو ما يعملونه، والمخصوص محذوف، أَى عملهم هذا أَو ما ينكثونه، هذا أَو انتفاء رقوب الإِل والذمة المذكور فى قوله:
{ لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } فهذا تفسير للمخصوص بالذم، لا تكرير بخلاف ما إِذا جعلنا المخصوص عملهم، أَو ما عملوه فإِنه تكرير، ولا يخرج عن التكرير بذكر مؤمن هنا دون ما تقدم لأَن قوله فيكم خطاب للمؤمنين، فقد ذكر المؤمنون فى كل، ومؤمن عام لأَنه فى سياق النفى، ولا يقال: المراد هنا تقبيحهم بعدم مراعاة حقوق المؤمنين على الإِطلاق، فلا تكرير لأَنا نقول هذا مخل بانتظام هذا بما قبله، وقيل: الأَول عام فى المنافقين، وهذا خاص باليهود الذين أَعانوا على نقض العهد، والأَعراب الذين أَطعمهم أَبو سفيان يوم أَحد أَو أَطعمهم لنقض العهد، فالآيات القرآن والتوراة، وهو ضعيف لتخصيص الضمائر بلا دلائل، والضمائر قبل هذا للمشركين الناقضين، فينبغى أَن الكلام فيهم أَو ذكرا معاً لأَن الأَول جواب لأَن والثانى تقبيح حالهم { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ } فى الشر بنقضهم العهد وتعدى حدود الله.