التفاسير

< >
عرض

وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٧١
-التوبة

تيسير التفسير

{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } إِلخ. قال هنا أَولياءُ بعض وهنالك بعضهم من بعض، لأَن اتصال هؤلاءِ بمقتضى الطبع واتصال المؤمنين بالدين الواحد المنافى لمخالفة المقتضى للمعاونة والتناصر { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ } الواجب وغير الواجب وهو مقابل للأَمر بالمنكر { وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } الكبير والصغير، وهو مقابل للنهى عن المعروف. وكذلك يجب على الفاسق الأَمر بالمعروف ولو كان لا يفعله والنهى عن المنكر ولو كان يفعله، والممتثل يكون أَمره ونهيه أَشد تأْثيرا فى غيره قال بعض المغاربة:

أَخذت بأَعضادهم إِذا ناوا وخلفك القوم إِذ ودعوا
فكم أنت تنهى ولا تنتهى وتسمع وعظا ولا تسمع
فيا حجر السن حتى متى تسن الحديد ولا تقطع

{ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ } الواجبة وغير الواجبة وهو مقابل لنسيان الله. { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } مقابل لقبض الأَيدى { وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ } فى كل أَمر ونهى، وهو مقابل لكمال الفسق والخروج عن الطاعة { أُولَئِكَ } المتصفون بصفات الخير { سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ } مقابل لقوله تعالى فنسيهم. السني للتأْكيد والقطع. وهو من معانى السين كما تشعر به عبارات الفصحاء لا كما قيل إِن ذلك مستفاد من المقام، أَما إِذا أُريد بالرحمة ما حضر منها دينا ودنيا لأَنه غير مستقبل، وقد ذكر خير الآخرة فى قوله وعد الله فالمضارع للحال المستمر. فأَما إِذا أُريد رحمة الآخرة والمقام مقام تبشير، فالاستقبال غير مراد بالسين فهى لمجرد التأْكيد، ويجوز جمع الوجهين، فهى كذلك لِلتأْكيد، فالرحمة حاضرة مستمرة متصلة بعضها فى الحياة وبعضها فى الموت وما بعده، ولا مانع من إِبقاءِ المضارع والسين على الاستقبال والرحمة رحمة الآخرة { إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ } لا يغلب عما أَراد فهو منجز لوعده ووعيده لأَهلهما { حَكِيمٌ } يضع الأَشياءَ فى مواضعها.