التفاسير

< >
عرض

سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٩٥
-التوبة

تيسير التفسير

{ سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ } من سفركم إِلى تبوك قائلين والله ما قعدنا عنكم إِلا لعذر كالفقر وكثرة العيال وخوف إِغارة العدو على أَهلنا وما لهم { لِتُعْرِضُوا عَنهُمْ } بترك التوبيخ { فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ } إِعراض بغض وعدم اكتراث بهم وعدم أَهليتهم للخطاب بدل إِعراض الصفح الذى طلبوه فكانوا لا يتكلم معهم أَحد { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } باطنهم خبيث باعتقاد الباطل كخبث العذرة وسائر ما نجس بذاته لا يؤَثر فيهم العتاب. { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } والمعنى لأَنهم رجس ولأَنهم من أَهل النار أَشقياءُ لا يؤَثر فيهم وعظ، فهذا تعليل ثان أَو هو تتميم للتعليل الذى هو قوله إِنهم رجس { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } جزاءً بكونهم يكسبون ما لا يجوز أَو بأَشياءَ كانوا يكسبونها أَو بالأَشياء التى كانوا يكسبونها، والمعنى فعلنا بهم ذلك لأَجل الجزاءِ أَوْ أَعرضوا عنهم لأَجل الجزاءِ، أَو مصدر مؤكد لغيره، أَى جزيناهم جزاءً بما كانوا، وإِنما عمل المصدر المؤكد لأَن الجملة التى أَكدها مشتملة على معنى معموله.