التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
٧٥
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
٧٦
حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
٧٧
وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٧٨
وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٧٩
وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٨٠
بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ
٨١
قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
٨٢
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٨٣
قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨٤
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٨٥
قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
٨٦
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٨٧
قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨٨
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ
٨٩
بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٩٠
مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
٩١
عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٩٢
قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ
٩٣
رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٩٤
وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ
٩٥
ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ
٩٦
وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ
٩٧
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ
٩٨
حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ
٩٩
لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
١٠٠
فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ
١٠١
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٠٢
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
١٠٣
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ
١٠٤
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ
١٠٥
قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ
١٠٦
رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
١٠٧
قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ
١٠٨
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ
١٠٩
فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ
١١٠
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ
١١١
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ
١١٢
قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ
١١٣
قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
١١٤
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ
١١٥
فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ
١١٦
وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ
١١٧
وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ
١١٨
-المؤمنون

صفوة التفاسير

المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى إِعراض المشركين عن دعوة الإِيمان، ذكر هنا سبب الإِعراض وهو العناد والطغيان، ثم أردفه بإِقامة الأدلة على التوحيد، ثم ذكر أحوال الآخرة وانقسام الناس إِلى سعداء وأشقياء، وختم السورة ببيان الحكمة من حشر الناس إِلى دار الجزاء وأنه لولا القيامة لما تميز المطيع من العاصي ولا البرُّ من الفاجر.
اللغَة: { مُبْلِسُونَ } يائسون متحيرون، والإِبلاس: اليأس من كل خير { يُجْيِرُ } يمنع ويحمي من استغاث به يقال: أجرت فلاناً على فلان إِذا أغثته ومنعته منه { هَمَزَاتِ } جمع همزة وهي الدفع والتحريك الشديد وهو كالهز والأزّ، وهمزات الشيطان: كيده بالوسوسة { بَرْزَخٌ } حاجز ومانع قال الجوهري: البرزخ: الحاجز بين الشيئين { كَالِحُونَ } الكلوح: أن تتقلَّص الشفتان وتتباعد عن الأسنان، وذلك نهاية القبح لوجه الإِنسان.
سَبَبُ النّزول: عن ابن عباس قال: نزلت في قصة "ثمامة بن أُثال" لما أسرته السرية وأسلم وخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله، حال بين مكة وبين الميرة وقال: والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ اللهُ قريشاً بالقحط والجوع حتى أكلوا الميتة والكلاب والعلهز قيل وما العلهز؟ قال كانوا يأخذون الصوف والوبر فيبلونه بالدم ثم يشوونه ويأكلونه فقال أبو سفيان: أنشدك الله والرَّحم، أليس تزعم أنَّ الله بعثك رحمة للعالمين؟ قال: بلى، قال فوالله ما أراك إِلا قتلت الآباء بالسيف، وقتلت الأبناء بالجوع فنزل قوله تعالى { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } الآيات.
التفسِير: { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ } أي لو رحمنا هؤلاء المشركين الذين كذبوك وعاندوك ورفعنا عنهم ما أصابهم من قحطٍ وجدب وكشفنا عنهم البلاء { لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } أي لاستمروا وتمادوا في ضلالتهم وتجاوزهم الحدَّ يتردَّدون ويتخبطون حيارى { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ } أي ابتليناهم بالمصائب والشدائد، وبالقحط والجوع { فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ } أي ما خضعوا لله ولا تواضعوا لجلاله { وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } أي وما دعوا ربهم لكشف البلاء بل استمروا على العتوّ والاستكبار، والغرضُ أنه لم يحصل منهم تواضع ورجوع إِلى الله في الماضي، ولا التجاءٌ إِلى الله في المستقبل لشدة جبروتهم وطغيانهم { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } أي حتى إِذا جاءتهم أهوال الآخرة وأتاهم من عذاب الله ما لم يكونوا يحتسبون { إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } أي إِذا هم آيسون من كل خير قال أبو السعود: المراد بالعذاب عذاب الآخرة كما ينبئ عنه التهويل والوصف بالشدة والمعنى أنا محناهم بكل محنة من القتل، والأسر، والجوع وغير ذلك فما رؤي منهم لين ولا توجهٌ إِلى الإِسلام إلى أن يروا عذاب الآخرة فحينئذٍ يبلسون وتخضع رقابهم ثم ذكَّرهم تعالى بنعمه ودلائل وحدانيته فقال { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } أي خلق لكم هذه الحواس لتسمعوا وتبصروا وتفقهوا، وفيه توبيخٌ للمشركين حيث لم يصرفوا النعم في مصارفها، لأن السمع خلق ليسمع به ما يرشده، والبصر ليشاهد به الآيات على كمال أوصاف الله، والعقل ليتأمل به في مصنوعات الله وباهر قدرته فمن لم يصرف تلك النعم في مصارفها فهو بمنزلة عادمها كما قال تعالى
{ { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ } [الأحقاف: 26] وخصَّ هذه الثلاثة بالذكر لعظم المنافع التي فيها { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي قليلاً تشكرون ربكم، و { مَّا } لتأكيد القلة أي ما أقل شكركم لله على كثرة إِفضاله وإِنعامه عليكم؟ { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي خلقكم وبثكم في الأرض بطريق التناسل { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي وإِليه وحده تجمعون للجزاء والحساب { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } أي يُحيي الرِّمم ويميت الخلائق والأمم { وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي إِن اختلاف الليل والنهار بالزيادة والنقصان بفعله سبحانه وحده ليقيم الدليل على وجوده وقدرته { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي أفليس لكم عقول تدركون بها دلائل قدرته، وآثار قهره، فتعلمون أن من قدر على ذلك ابتداءً، قادرٌ على إِعادة الخلق بعد الفناء؟ { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } { بَلْ } للإِضراب أي ليس لهم عقل ولا نظر في هذه الآيات والعبر، بل قال هؤلاء المشركون - من كفار مكة - مثل ما قال الأمم المتقدمون { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }؟ أي أئذا بلينا وصرنا ذراتٍ ناعمة، وعظاماً نخرة أئنا لمخلوقون ثانية؟ هذا لا يتصور ولا يكون أبداً { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ } أي لقد وعدنا بهذا نحن ومن سبقنا فلم نر له حقيقة { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي ما هذا إِلا أكاذيب وأباطيل المتقدمين ولما أنكروا البعث والنشور أمر تعالى رسوله أن يفحمهم بالحجة الدامغة التي تقصم ظهر الباطل فقال { قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ }؟ أي قل يا محمد جواباً لهم عما قالوه: لمن الأرض ومن فيها من المخلوقات؟ ومن مالكها والمتصرف فيها بالإِيجاد والإِفناء؟ { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي إِن كان عندكم علمٌ فأخبروني بذلك، وفيه استهانةٌ بهم وتقريرٌ لجهلهم قال القرطبي: يخبر تعالى في الآية بربوبيته ووحدانيته، وملكه الذي لا يزول، وقدرته التي لا تحول، ودلت هذه الآيات - وما بعدها - على جواز جدال الكفار وإِقامة الحجة عليهم، ونبَّهت على أنَّ من ابتدأ بالخلق والإِيجاد، والإِبداع، هو المستحقُّ للألوهية والعبادة { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أي فسيقولون الله خالقها وموجدها ولا بدَّ لهم من الاعتراف بذلك { قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }؟ أي أفلا تعتبرون فتعلمون أن من ابتدأ ذلك قادر على إِعادته؟ { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }؟ أي من هو خالق السماوات الطباق بما فيها الشموس، والكواكب والأقمار، ومن هو خالق العرش الكبير الذي تحمله الملائكة الأطهار؟ { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أي سيقولون: اللهُ خالقه وهو للّه { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي أفلا تخافون من عذابه فتوحّدونه وتتركون عبادة غيره من الأوثان والأصنام { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } الملكُوت من صفات المبالغة أي من بيده الملك الواسع التام؟ ومن بيده خزائن كل شيء؟ ومن هو المتصرف في هذه الأكوان بالخلق والإِيجاد والتدبير؟ { وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أي يحمي من استجار به والتجأ إِليه، ولا يغيث أحدٌ منه أحداً { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي إِن كنتم تعلمون فأخبروني عن ذلك { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أي سيقولون: الملك كله والتدبيرُ للّه جلَّ وعلا { قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } أي قل لهم: فكيف تُخدعون وتُصرفون عن طاعته وتوحيده مع اعترافكم وعلمكم بأنه وحده المتصرف المالك؟ قال أبو حيان: والسحر هنا مستعار وهو تشبيه لما يقع منهم من التخليط، ووضع الأفعال والأقوال غير مواضعها بما يقع للمسحور من التخبط والتخليط رتَّب هذه التوبيخات الثلاثة بالتدريج فقال أولاً { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }؟ ثم قال ثانياً { أَفَلاَ تَتَّقُونَ }؟ وذلك أبلغ لأن فيه زيادة تخويف، ثم قال ثالثاً { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } وفيه من التوبيخ ما ليس في غيره { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ } أي بل جئناهم بالقول الصدق في أمر التوحيد والبعث والجزاء { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } أي كاذبون فيما ينسبون لله من الشركاء والأولاد. لمَّا بالغ في الحِجاج عليه بالآيات السابقة أعقبها بهذه الآية كالوعيد والتهديد، ثم بيَّن بطلان الشريك والولد بالبرهان القاطع فقال { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ } أي ما اتخذ الله ولداً مطلقاً لا من الملائكة ولا من البشر { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } أي وليس معه من يشاركه في الألوهية والربوبية { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ } أي لو كان معه إِله - كما زعم عبدة الأوثان - لانفرد كل إِلهٍ بخلقه الذي خلق واستبدَّ به، وتميَّز ملك كلِّ واحد عن ملك الآخر { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } أي ولغلب بعضهم على بعض كحال ملوك الدنيا قال ابن كثير: المعنى لو قدر تعدُّد الآلهة لانفرد كلٌ منهم بما خلق، ثم لكان كلٌ منهم يطلب قهر الآخر وخلافه فيعلو بعضهم على بعض وما كان ينتظم الوجود، والمشاهد أن الوجود منتظمٌ متَّسقٌ غاية الكمال فدل على تنزه الله عن الولد والشريك ولهذا قال { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } أي تنزّه الله وتقدَّس عما يصفه به الظالمون { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } أي هو تعالى العالم بما غاب عن الأنظار، وبما تدركه الأبصار، لا تخفى عليه خافية من شؤون الخلق { فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تقدَّس وتنزَّه عن الشريك والولد { قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } أي قل يا ربِّ إِن كان ولا بدَّ من أن تُريَني ما تعدهم من العذاب في الدنيا { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } هذا جواب الشرط { إِمَّا } وكرَّر قوله { رَّبِّ } مبالغةً في الدعاء والتضرع أي ربّ فلا تجعلني في جملة الظالمين فأهلك بهلاكهم قال أبو حيان: ومعلوم أنه عليه السلام معصومٌ مما يكون سبباً لجعله مع الظالمين ولكنه أُمر أن يدعو بذلك إِظهاراً للعبودية وتواضعاً لله { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } أي ونحن قادرون على أن نريك العذاب الذي وعدناهم به ولكن نؤخره لحكمة { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ } أي ادفع إِساءتهم بالصفح عنهم وتجمَّل بمكارم الأخلاق قال ابن كثير: أرشده إلى الترياق النافع في مخالطة الناس وهو الإِحسان إلى من يسيء إِليه ليستجلب خاطره، فتعود عدواته صداقةً، وبغضه محبة { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } أي نحن أعلم بحالهم وبما يكون منهم من التكذيب والاستهزاء وسنجازيهم عليه { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ } أي أعتصم بك من نزغات الشياطين ووساوسهم المغرية على الباطل والمعاصي { وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } أي وأعتصم وأحتمي بك يا رب من أن يصيبوني بسوء أو يكونوا معي في أموري، كرَّر ذلك للمبالغة والاعتناء بشأن الاستعاذة { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ } عاد الكلام عن المشركين أي حتى إِذا حضر الموتُ أحدهم وعاين أهواله وشدائده { قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ } أي قال تحسراً على ما فرط منه: ربِّ ردَّني إلى الدنيا، وصيغة الجمع للتعظيم { لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } أي لكي أعمل صالحاً فيما ضيَّعت من عمري { كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } { كَلاَّ } كلمةُ ردع وزجر أي لا رجوع إِلى الدنيا فليرتدع عن ذلك فإِن طلبه للرجعة كلام لا فائدة فيه ولا جدوى منه وهو ذاهبٌ أدراج الرياح { وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } أي وأمامهم حاجزٌ يمنعهم عن الرجوع إِلى الدنيا - هو عالم البرزخ - الذي يحول بينهم وبين الرجعة يلبثون فيه إِلى يوم القيامة قال مجاهد: البرزخُ: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } أي فإِذا نفخ في الصور النفخة الثانية وهي نفخة البعث والنشور { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } أي فلا قرابة ولا نسب ينفعهم يوم القيامة لزوال التراحم والتعاطف من شدة الهول والدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وأُمه وأبيه وصاحبته وبنيه { وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } أي لا يسأل بعضهم بعضاً عن شأنه لاشتغال كل واحد بنفسه، ولا تنافي بينها وبين قوله { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [الطور: 25] لأن يوم القيامة طويل وفيه مواقف ومواطن، ففي بعضها يتكلمون وفي بعضها لا ينطقون { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } أي فمن رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي فهم السعداء الذين فازوا فنجوا من النار وأُدخلوا الجنة { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } أي زادت سيئاته على حسناته { فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } أي فهم الأشقياء الذين خسروا سعادتهم الأبدية بتضييع أنفسهم وتدنيسها بالكفر والمعاصي { فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } أي هم مقيمون في جهنم لا يخرجون منها أبداً { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } أي تحرقها بشدة حرِّها، وتخصيص الوجوه بالذكر لأنها أشرف الأعضاء { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } أي وهم في جهنم عابسون مشوَّهو المنظر قال ابن مسعود: قد بدتْ أسنانهم وتقلَّصت شفاههم كالرأس المُشيَّط بالنار، وفي الحديث "تشويه النارُ فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سُرَّته" { أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي يقال لهم تعنيفاً وتوبيخاً: ألم تكن آيات القرآن الساطع تقرأ عليكم في الدنيا؟ { فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } أي فكنتم لا تصدّقون بها مع وضوحها { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } أي غلبت علينا شقاوتنا { وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } أي وكنَّا ضالين عن الهدى بسبب اتباعنا للملذّات والأهواء { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا } أي أخرجنا من النار وردُنَّا إلى الدنيا { فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } أي فإِن رجعنا إلى الكفر والمعاصي بعد ذلك نكون قد تجاوزنا الحدَّ في الظلم العدوان. أقروا أولاً بالإِجرام ثم تدرجوا من الإِقرار إلى الرغبة والتضرع فجاء الجواب بالتيئيس والزجر { قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } أي ذلوا في النار وانزجروا كما تُزجر الكلاب ولا تكلموني في رفع العذاب قال في التسهيل: اخسئوا: كلمة تستعمل في زجر الكلاب ففيها إِهانةٌ وإِبعاد { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } قال مجاهد: هم بلال، وخباب، وصهيب وغيرهم من ضعفاء المسلمين كان أبو جهل وأصحابه يهزءون بهم { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } أي فسخرتم منهم واستهزأتم بهم { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي } أي حتى نسيتم بتشاغلكم بهم واستهزائكم عليهم عن طاعتي وعبادتي { وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } أي وكنتم تتضحكون عليهم في الدنيا { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ } أي جزيتهم بسبب صبرهم على أذاكم أحسن الجزاء { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } أي أنهم هم الفائزون بالنعيم المقيم { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ } أي قال تعالى للكفار على سبيل التبكيت والتوبيخ: كم مكثتم في الدنيا وعمَّرتم فيها من السنين؟ { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } أي مكثنا يوماً أو أقل من يوم { فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } أي الحاسبين المتمكنين من العدِّ قال ابن عباس: أنساهم ما كانوا فيه من العذاب المدة التي لبثوها { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي ما أقمتم حقاً في الدنيا إِلا قليلاً قال الرازي: كأنه قيل لهم: صدقتم ما لبثتم فيها إِلا قليلاً فقد انقضت ومضت، والغرضُ تعريفهم قلة أيام الدنيا في مقابلة أيام الآخرة { لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي لو كان لكم علمٌ وفهم لعرفتم حقارة الدنيا ومتاعها الزائل { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } أي أظننتم - أيها الناس - أنما خلقناكم باطلاً وهملاً بلا ثواب ولا عقاب كما خلقت البهائم { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } أي وأنه لا رجوع لكم إِلينا للجزاء؟ لا ليس الأمر كما تظنون وإِنما خلقناكم للتكليف والعبادة ثم الرجوع إِلى دار الجزاء { فَتَعَالَى ٱللَّهُ } أي فتنزَّه وتقدَّس الله الكبير الجليل { ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ } أي صاحب السلطان، المتصرف في ملكه بالإِيجاد والإِعدام، والإِحياء والإِفناء، تنزَّه عن العبث والنقائض وعن أن يخلق شيئاً سفهاً لأنه حكيم { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } أي لا ربَّ سواه ولا خالق غيره { رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } أي خالق العرش العظيم وصفه بالكريم لأن الرحمة والخير والبركة تنزل منه، ولنسبته إلى أكرم الأكرمين { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ } أي ومن يجعل لله شريكاً ويعبد معه سواه { لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } أي لا حجة له به ولا دليل { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ } أي جزاؤه وعقابه عند الله { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } أي لا يفوز ولا ينجح من جحد وكذب بالله ورسله، افتتح السورة بقوله { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وختمها بقوله { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } ليظهر التفاوت بين الفريقين فشتان ما بين البدء والختام. { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } أمر رسوله بالاستغفار والاسترحام تعليماً للأمة طريق الثناء والدعاء، اللهم اغفر لنا وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، يا أرحم الراحمين، اللهم آمين.
البّلاَغَة: تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
1- الامتنان { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ }.
2- التفنن { ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ } أفرد السمع وجمع الأبصار تفنناً.
3- التنكير للتقليل { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } و { مَّا } تأكيد للقلة المستفادة من التنكير والمعنى شكراً قليلاً وهو كناية عن عدم الشكر.
4- الاستفهام الذي غرضه الإِنكار والتوبيخ { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }؟ { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }؟ { أَفَلاَ تَتَّقُونَ }؟
5- الطباق بين { يُحْيِي وَيُمِيتُ }.
6- حذف جواب الشرط ثقةً بدلالة اللفظ عليه { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي إِن كنتم تعلمون ذلك فأخبروني عنه.
7- طباق السلب { وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ }.
8- تأكيد الكلام بذكر حرف الجر الزائد { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ } أي ما اتخذ ولداً وكذلك { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } ذكر { مِنْ } في الجملتين تأكيداً وتثبيتاً للنفي.
9- الطباق في { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ }.
10- التأكيد بإِنَّ واللام { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } لإِنكار المخاطبين لذلك.
11- الطباق المعنوي { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ } لأنه المعنى ادفع بالحسنة السيئة فهو طباق بالمعنى لا باللفظ.
12- واو الجمع للتعظيم { رَبِّ ٱرْجِعُونِ } ولم يقل ارجعني تعظيماً لله جل وعلا.
13- المجاز المرسل { إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } أطلق الكلمة على الجملة وهو من إِطلاق الجزء وإرادة الكل.
14- المقابلة اللطيفة بين { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } وبين { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ.. } الآيتان.
15- القصر { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ }.
16- جناس الاشتقاق { ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ }.
17- السجع الموزون الخالي من التكلف وهو كثير مشهور.