التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢٧
-يونس

مختصر تفسير ابن كثير

لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات عطف بذكر حال الأشقياء، فذكر تعالى عدله فيهم وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها لا يزيدهم على ذلك، { وَتَرْهَقُهُمْ } أي تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها: كما قال: { { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } [الشورى: 45] الآية، وقال تعالى: { { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } [إبراهيم: 43] الآية، وقوله: { مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } أي مانع ولا واقٍ يقيهم العذاب، كقوله تعالى: { { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ * كَلاَّ لاَ وَزَرَ } [القيامة: 10-11]، وقوله: { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ } الآية إخبار عن سواد وجوههم في الدار الآخرة، كقوله تعالى: { { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [آل عمران: 106]، وقوله تعالى: { { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } [عبس: 38-40] الآية.