يقول تعالـى ذكره: يقدم فرعون قومه يوم القـيامة يقودهم، فـيـمضي بهم إلـى النار حتـى يوردهموها ويصلـيهم سعيرها. {وَبِئْسَ الوِرْدُ} يقول: وبئس الورد الذي يردونه.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ} قال: فرعون يقدم قومه يوم القـيامة يـمضي بـين أيديهم حتـى يهجم بهم علـى النار.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ} يقول: يقود قومه فأوردهم النار.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس قوله: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ} يقول: أضلهم فأوردهم النار.
حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيـينة، عن عمرو بن دينار، عمن سمع ابن عبـاس يقول فـي قوله: {فَأوْرَدَهُمُ النَّارَ} قال: الورد: الدخول.
حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: ثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} كان ابن عبـاس يقول: الورد فـي القرآن أربعة أوراد: فـي هود قوله: {وَبِئْس الورْدُ الـمَوْرُود}، وفـي مريـم:
{ { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَاردُها } } ، وورد فـي الأنبـياء: { { حَصَبُ جَهَنَّـمُ أنْتُـمْ لَهَا وَاردُونَ } }، وورد فـي مريـم أيضاً: { { وَنَسُوقُ الـمُـجْرمينَ إلـى جَهَنَّـمَ ورْداً } }. كان ابن عبـاس يقول: كل هذا الدخول، والله لـيَرِدنّ جهنـم كلّ برّ وفـاجر. { { ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيهَا جِثِـيًّا } }.