خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ
٣٦
-الرعد

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره: والذي أنزلنا إلـيهم الكتاب مـمن آمن بك واتبعك يا مـحمد { يَفْرَحُونَ بِـما أُنْزِلَ إلَـيْكَ } منه. { وَمِنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ } يقول: ومن أهل الـملل الـمتـحزّبـين علـيك، وهم أهل أديان شتـى، من يُنكر بعض ما أنزل إلـيك، فقل لهم: { إنَّـمَا أُمِرْتُ } أيها القوم { أنْ أعْبُدَ اللّهَ } وحده دون ما سواه { وَلا أُشْرِكَ بِهِ } فأجعل له شريكاً فـي عبـادتـي، فأعبد معه الآلهة والأصنام، بل أخـلص له الدين حنـيفـاً مسلـماً. { إلَـيْهِ أدْعُو } يقول: إلـى طاعته، وإخلاص العبـادة له أدعو الناس. { وَإلَـيْهِ مآبِ } يقول: وإلـيه مصيري، وهو مفعل من قول القائل: آب يَئُوب أَوْبـاً وَمآبـاً.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَالَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أُنْزِلَ إلَـيْكَ } أولئك أصحاب مـحمد صلى الله عليه وسلم، فرحوا بكتاب الله وبرسوله وصدّقوا به قوله: { وَمِنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنُكِرُ بَعْضَهُ } يعنـي الـيهود والنصارى.

حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكرُ بَعْضَهُ } قال: من أهل الكتاب.

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد مثله.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، قوله: { وَالَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ يَفْرَحُونَ بِـما أُنْزِلَ إلَـيْكَ وَمِنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ } من أهل الكتاب والأحزاب أهل الكُتب، تفريقهم لـحزبهم. قوله: وَإنْ يَأْتِ الأحْزَابُ قال: لتـحزّبهم علـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم، قال ابن جريج، وقال عن مـجاهد: { يُنْكِرُ بَعضَهُ } قال: بعض القرآن.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: { وَإلَـيْهِ مآبِ }: وإلـيه مصير كلّ عبد.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَالَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أُنْزِلَ إلَـيْكَ } قال: هذا من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فـيفرحون بذلك. وقرأ: { { وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ } }. وفـي قوله: { وَمنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ } قال: الأحزاب: الأمـم الـيهود والنصارى والـمـجوس منهم من آمن به، ومنهم من أنكره.