خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
١٩
وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ
٢٠
-إبراهيم

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا مـحمد بعين قلبك، فتعلم أن الله أنشأ السموات والأرض بـالـحقّ منفرداً بـانشائها بغير ظهير ولا معين { إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيأْتِ بِخَـلْقٍ جَدِيدٍ } يقول: إن الذي تفرّد بخـلق ذلك وإنشائه من غير معين ولا شريك، إن هو شاء أن يُذْهَبكم فـيفنـيَكم أذهبكم وأفناكم، ويأت بخـلق آخر سواكم مكانكم، فـيجدّد خـلقهم. { وَما ذلكَ علـى اللّهِ بِعَزِيزٍ } يقول: وما إذهابكم وإفناؤهم وإنشاء خـلق آخر سواكم مكانكم علـى الله بـمـمتنع ولا متعذّر، لأنه القادر علـى ما يشاء.

واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله: { ألَـمْ تَرَ أنَّ اللّهَ خَـلَقَ } فقرأ ذلك عامَّة قرّاء أهل الـمدينة والبصرة وبعض الكوفـيـين: خَـلَق علـى فعَل. وقرأته عامَّة قرّاء أهل الكوفة خالق علـى فـاعل، وهما قراءتان مستفـيضتان قد قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القرّاء متقاربتا الـمعنى، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.