يقول تعالـى ذكره: فسرى موسى ببنـي إسرائيـل إذا أوحينا إلـيه أن أَسْربهم، فأتبعهم فرعون بجنوده حين قطعوا البحر، فغشي فرعون وجنده من الـيـم ما غشيهم، فغرقوا جميعاً { وَأضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدَى } يقول جلّ ثناؤه: وجاوز فرعون بقومه عن سواء السبـيـل، وأخذ بهم علـى غير استقامة، وذلك أنه سلك بهم طريق أهل النار، بأمرهم بـالكفر بـالله، وتكذيب رسله { وَما هَدَى } يقول: وما سلك بهم الطريق الـمستقـيـم، وذلك أنه نهاهم عن اتبـاع رسول الله موسى، والتصديق به، فأطاعوه، فلـم يهدهم بأمره إياهم بذلك، ولـم يهتدوا بـاتبـاعهم إياه.