اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه، لقد أنزلنا إلـيكم كتابـا فـيه ذكركم، فـيه حديثكم. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح عن مـجاهد، قوله:{ فِـيهِ ذِكْرُكُمْ } قال: حديثكم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد:{ لَقَدْ أنْزَلْنا إلَـيْكُمْ كَتابـا فـيه ذِكْرُكُمْ } قال: حديثكم: { أفَلا تَعْقِلونَ } قال: «في قد أفلـح»
{ بَلْ أتَـيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ } }. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا سفـيان: نزل القرآن بـمكارم الأخلاق، ألـم تسمعه يقول:{ لَقَدْ أنْزَلْنا إلَـيْكُمْ كِتابـا فِـيهِ ذِكْرُكُمْ أفَلا تَعْقِلُونَ }؟
وقال آخرون: بل عُنـي بـالذكر فـي هذا الـموضع: الشرفُ، وقالوا: معنى الكلام: لقد أنزلنا إلـيكم كتابـا فـيه شرفكم.
قال أبو جعفر: وهذا القول الثانـي أشبه بـمعنى الكلـمة، وهو نـحو مـما قال سفـيان الذي حكينا عنه، وذلك أنه شرفٌ لـمن اتبعه وعمل بـما فـيه.