يقول تعالـى ذكره: وقال هؤلاء الـمشركون من قُرَيش بـالله لـمـحمد صلى الله عليه وسلم: ما هذا الذي جئتنا به إلاَّ سحرٌ مبـين. يقول: يبـين لـمن تأمله ورآه أنه سحر {أئِذَا مِتْنا وكُنَّا تُرَابـاً وَعِظاماً أئِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ} يقولون، منكرين بعث الله إياهم بعد بلائهم: أئنا لـمبعوثون أحياء من قبورنا بعد مـماتنا، ومصيرنا ترابـاً وعظاماً، قد ذهب عنها اللـحوم {أوَ آبـاؤُنا الاوَّلُونَ} الذين مضوا من قبلنا، فبـادوا وهلكوا؟ يقول الله لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء: نعم أنتـم مبعوثون بعد مصيركم ترابـاً وعظاماً أحياء كما كنتـم قبل مـماتكم، وأنتـم داخرون. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {أئِذَا مِتْنا وكُنَّا تُرَابـاً وَعِظاماً أئِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ أو آبـاؤُنا الأوَّلُونَ} تكذيبـاً بـالبعث {قُلْ نَعَمْ وأنْتُـمْ داخِرُونَ}.
وقوله: {وأنْتُـم داخِرُونَ} يقول تعالـى ذكره: وأنتـم صاغرون أشدّ الصَّغَر من قولهم: صاغر داخر. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {وأنْتُـمْ داخِرُونَ}: أي صاغرون.
حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله: {وأنْتُـم دَاخِرُونَ} قال: صاغرون.
وقوله: {فإنَّـما هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فإذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} يقول تعالـى ذكره: فإنـما هي صيحة واحدة، وذلك هو النفخ فـي الصور {فإذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} يقول: فإذا هم شاخصة أبصارهم ينظرون إلـى ما كانوا يوعدونه من قـيام الساعة ويعاينونه، كما:
حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله: {زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} قال: هي النفخة.